الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            قال ابن إسحاق : فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين ، واجتمع أمر الأنصار ، استحكم أمر الإسلام ، فقامت الصلاة وفرضت الزكاة والصيام ، وقامت الحدود ، وفرض الحلال والحرام ، وتبوأ الإسلام بين أظهرهم ، وكان هذا الحي من الأنصار هم الذين تبوءوا الدار والإيمان ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها ، إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة ، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل بوقا كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم ، ثم كرهه ، ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين للصلاة ، فبينا هم على ذلك ، رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه أخو بلحارث بن الخزرج النداء ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائف ، مر بي رجل عليه ثوبان أخضران ، يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله ، أتبيع هذا الناقوس ؟ فقال : وما تصنع به ؟ قال : قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : ألا أدلك على خير من ذلك ؟ قلت : وما هو ؟ قال : تقول : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها; فإنه أندى صوتا منك " . فلما أذن بها بلال سمعه عمر بن الخطاب وهو في بيته ، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه ، وهو يقول : يا نبي الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلله الحمد " . وعند أبي داود أنه علمه الإقامة ، قال : ثم تقول إذا أقمت الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . قال أبو عبيد : وأخبرني أبو بكر الحكمي ، أن عبد الله بن زيد الأنصاري ، قال في ذلك :


            أحمد الله ذا الجلال وذا الإ كرام حمدا على الأذان كثيرا     إذ أتاني به البشير من الله
            فأكرم به لدي بشيرا     في ليال والى بهن ثلاث
            كلما جاء زادني توقيرا

            قلت : وهذا الشعر غريب ، وهو يقتضي أنه رأى ذلك ثلاث ليال حتى أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالله أعلم . . قال الزهري : وزاد بلال في نداء صلاة الغداة : الصلاة خير من النوم . مرتين فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية