الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            قال ابن إسحاق وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الساقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار . وقال الأموي : وكان معهم فرسان ، على إحداهما مصعب بن عمير ، وعلى الأخرى الزبير بن العوام ، ومرة سعد بن خيثمة ، ومرة المقداد بن الأسود . وقد روى الإمام أحمد من حديث أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي قال : ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد

            . وروى البيهقي من طريق ابن وهب ، عن أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن عليا قال له : ما كان معنا إلا فرسان ، فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود . يعني يوم بدر . قال الأموي : حدثنا أبي ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن البهي قال : كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فارسان ، الزبير بن العوام على الميمنة ، والمقداد بن الأسود على الميسرة .

            قال ابن إسحاق : وكان معهم سبعون بعيرا يعتقبونها ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ومرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيرا ، وكان حمزة وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسة يعتقبون بعيرا . كذا قال ابن إسحاق ، رحمه الله تعالى .

            وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، عن حماد بن سلمة ، حدثنا عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود قال : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير ، كان أبو لبابة وعلي زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالا : نحن نمشي عنك فقال : " ما أنتما بأقوى مني ، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما " . وقد رواه النسائي عن الفلاس ، عن ابن مهدي ، عن حماد بن سلمة به .

            قلت : ولعل هذا كان قبل أن يرد أبا لبابة من الروحاء ، ثم كان زميلاه علي ومرثد بدل أبي لبابة . والله أعلم .

            وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر . وهذا على شرط " الصحيحين " .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية