الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            عن أبي عمران ، أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة ، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير ، لعل الله يغنمناها ؟ فقلنا : نعم . فخرج وخرجنا ، فلما سرنا يوما أو يومين ، قال لنا : ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم فقلنا : لا والله ، ما لنا طاقة بقتال القوم ، ولكنا أردنا العير . ثم قال : ما ترون في قتال القوم ؟ فقلنا مثل ذلك ، فقال المقداد بن عمرو : إذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . قال : فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا مثل ما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم . فأنزل الله ، عز وجل ، على رسوله : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون [ الأنفال : 5 ] وذكر تمام الحديث .

            وروى ابن مردويه أيضا من طريق محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ، حتى إذا كان بالروحاء ، خطب الناس فقال : كيف ترون فقال أبو بكر : يا رسول الله ، بلغنا أنهم بكذا وكذا . قال : ثم خطب الناس فقال : " كيف ترون ؟ " . فقال عمر مثل قول أبي بكر .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية