الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر مسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة

            قال محمد بن عمر : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم لسبع بقين من ذي القعدة ، ولبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلاح والدرع والمغفر والبيضة وأخذ قناة بيده ، وتقلد الترس ، وركب فرسه اللحيف ، وحف به أصحابه ، قد لبسوا السلاح وركبوا الخيل ، وكانت الخيل ستة وثلاثين فرسا وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه ، والخيل والرجالة حوله قال ابن سعد :

            وكان معه - صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف ، قلت : كذا ذكر محمد بن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ركب فرسا .

            وعن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أتى بني قريظة ركب على حمار عري يقال له يعفور ، والناس حوله .

            ودنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم . وترسنا عنه ، ونادى بأعلى صوته نفرا من أشرافهم ، حتى أسمعهم فقال : «أجيبوا يا إخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته ؟ أتشتمونني ؟ ! فجعلوا يحلفون ما فعلنا ، ويقولون : يا أبا القاسم ما كنت جهولا ، وفي لفظ : ما كنت فاحشا . واجتمع المسلمون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشاء ، وبعث سعد بن عبادة - رضي الله عنه - بأحمال تمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين . فكان طعامهم ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم يومئذ «نعم الطعام التمر» . قال ابن إسحاق : ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بئر من آبار بني قريظة من ناحية أموالهم يقال لها : بئر أنا . فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة ، حتى جهدهم الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية