الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري .

            بخيبر : ويقال : بحصن له بأرض الحجاز في شهر رمضان [سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل في جمادى الآخرة وقيل : كان قتل أبي رافع في ذي الحجة سنة أربع من الهجرة ، والله أعلم . وفي الصحيح عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما .

            قال ابن إسحاق : لما انقضى شأن الخندق وأمر بني قريظة ، وكان سلام بن أبي الحقيق- وهو أبو رافع - فيمن حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف في عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضه عليه استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق . وهو بخيبر فأذن لهم . وكان مما صنع الله به لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذين الحيين من الأنصار : الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصاول الفحلين ، لا تصنع الأوس شيئا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غناء إلا قالت الخزرج : والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الإسلام . فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها .

            وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك . ولما أصابت الأوس كعب بن الأشرف لعداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الخزرج : والله لا يذهبون بها فضلا علينا أبدا- وكانوا رضي الله عنهم يتنافسون فيما يزلف إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم- فتذاكروا من رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العداوة كابن الأشرف ؟ فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر أو بأرض الحجاز .

            قال ابن سعد : «قالوا : كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم الجعل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

            فاستأذن الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فأذن لهم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية