إهداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء والعبيد من المغانم
قال ابن إسحاق : وشهد خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نساء المسلمين فرضخ لهن من الفيء ، ولم يضرب لهن بسهم .
روى ابن إسحاق ، والإمام أحمد ، وأبو داود ، كلاهما من طريقه عن امرأة من غفار قالت : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة من بني غفار - بكسر الغين المعجمة - فقلن : يا رسول الله قد أردنا الخروج معك إلى وجهك هذا - وهو يسير إلى خيبر - فنداوي الجرحى ، ونعين المسلمين ما استطعنا ، فقال : «على بركة الله تعالى» . قالت : فخرجنا معه ، وكنت جارية حدثة ، فأردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حقيبة رحله . قالت : فوالله لنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبح وأناخ ، ونزلت عن حقيبة رحله ، وإذا بها دم مني ، وكانت أول حيضة حضتها ، قالت : فتقبضت إلى الناقة واستحييت ؛ فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بي ورأى الدم ، قال : ما لك ؟ لعلك نفست قالت : قلت : نعم ؛ قال : فأصلحي من نفسك ، ثم خذي إناء من ماء ، فاطرحي فيه ملحا ، ثم اغسلي به ما أصاب الحقيبة من الدم ، ثم عودي لمركبك .
قالت : وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها ، وعلقها بيده في عنقي ، فوالله لا تفارقني أبدا . قالت : فكانت في عنقها حتى ماتت ، ثم أوصت أن تدفن معها . قالت : وكانت لا تطهر من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحا ، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، ثنا رافع بن سلمة الأشجعي ، حدثني حشرج بن زياد ، عن جدته أم أبيه ، قالت : فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر رضخ لنا من الفيء . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة خيبر وأنا سادسة ست نسوة . قالت : فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن معه نساء . قالت : فأرسل إلينا فدعانا . قالت : فرأينا في وجهه الغضب ، فقال : " ما أخرجكن ، وبأمر من خرجتن؟ " قلنا : خرجنا نناول السهام ، ونسقي السويق ، ومعنا دواء للجرحى ، ونغزل الشعر فنعين به في سبيل الله . قال : " قمن فانصرفن " . قالت : فلما فتح الله عليه خيبر أخرج لنا سهاما كسهام الرجال . فقلت لها : يا جدة ، وما الذي أخرج لكن ؟ قالت : تمرا .
قلت : إنما أعطاهن من الحاصل ، فأما أنه أسهم لهن في الأرض كسهام الرجال فلا . والله أعلم .
وعن عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ومعي زوجتي - وهي حبلى ، فنفست في الطريق ، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : انقع لها تمرا ، فإذا أنعم بله فامرثه لتشربه» . ففعلت فما رأت شيئا تكرهه ، فلما فتحنا خيبر أحذى النساء ولم يسهم لهن ، فأحذى زوجتي وولدي الذي ولد . رواه محمد بن عمر .
وروى أبو داود . عن عمير مولى أبي اللخم - بالموحدة بلفظ اسم الفاعل - رضي الله عنه - قال شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بي فقلدت سيفا - فإذا أنا أجره ، فأخبر أني مملوك ، فأمر لي بشيء من خرثي المتاع