الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            اغتساله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وصلاته وقت الضحى شكرا لله تعالى

            عن أم هانئ - رضي الله عنها - قالت : لما كان عام يوم الفتح فر إلي رجلان من بني مخزوم قال ابن هشام : هما الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية بن المغيرة . قال ابن إسحاق : وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، فأجرتهما ، قالت : فدخل علي علي فقال : أقتلهما ، قالت : فلما سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بأعلى مكة ، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحب وقال : «ما جاء بك يا أم هانئ ، قالت : قلت يا رسول الله ، كنت أمنت رجلين من أحمائي ، فأراد علي قتلهما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «قد أجرنا من أجرت” ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غسله فسترته فاطمة ، ثم أخذ ثوبا فالتحف به ، ثم صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثماني ركعات سبحة الضحى ، رواه مسلم والبيهقي .

            وعنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ، وصلى ثماني ركعات ، قالت : لم أره صلى صلاة أخف منها ، غير أنه يتم ركوعها وسجودها . رواه البخاري والبيهقي . وقال البخاري : ثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليلى قال : ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ ، فإنها ذكرت أنه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ، ثم صلى ثماني ركعات . قالت : ولم أره صلى صلاة أخف منها ، غير أنه يتم الركوع والسجود . وكانت وقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فظنها من ظنها صلاة الضحى ، وإنما هذه صلاة الفتح ، وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا حصنا أو بلدا صلوا عقيب الفتح ، هذه الصلاة اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكرا لله عليه ، فإنها قالت : ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها .

            وفي قصة الفتح من الفقه جواز إجارة المرأة وأمانها للرجل والرجلين ، كما أجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - أمان أم هانئ لحمويها .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية