أذان بلال - رضي الله عنه - فوق الكعبة يوم الفتح وما وقع في ذلك من الآيات
روى أبو يعلى عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وابن هشام عن بعض أهل العلم ، والبيهقي عن ابن إسحاق ، وعن عروة ، وابن أبي شيبة عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، والأزرقي عن ابن أبي مليكة ، ومحمد بن عمر عن شيوخه - رحمهم الله تعالى - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حانت الظهر أمر - بلالا أن يؤذن بالظهر يومئذ فوق الكعبة ليغيظ بذلك المشركين ، وقريش فوق رؤوس الجبال ، وقد فر جماعة من وجوههم وتغيبوا ، وأبو سفيان بن حرب ، وعتاب - ولفظ ابن أبي شيبة : خالد بن أسيد ، والحارث بن هشام - جلوس بفناء الكعبة - وأسلموا بعد ذلك . فقال عتاب - أو خالد - بن أسيد : لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون يسمع هذا ، فيسمع ما يغيظه ، وقال الحارث : أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته ، فقال أبو سفيان : لا أقول شيئا ، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصا ، وقال بعض بني سعيد بن العاص ، لقد أكرم الله سعيدا إذ قبضه قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة . وقال الحكم بن أبي العاص : هذا والله الحدث العظيم أن يصيح عبد بني جمح على بنية أبي طلحة . وقال الحارث بن هشام : إن يكن الله - تعالى - يكرهه فسيعيره ، وفي رواية : إن سهيل بن عمرو . قال مثل قول الحارث ،
فأتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبرهم ، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال «قد علمت الذي قلتم”
فقال الحارث وعتاب : نشهد أنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك . وقيل لما أذن وقال : أشهد أن محمدا رسول الله ، قالت جويرة بنت أبي جهل : لقد أكرم الله أبي حين لم يشهد نهيق بلال فوق الكعبة . وقيل : إنها قالت : لقد رفع الله ذكر محمد ، وأما نحن فسنصلي ، ولكنا لا نحب من قتل الأحبة . وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني والدي ، حدثني بعض آل جبير بن مطعم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أمر بلالا ، فعلا على الكعبة على ظهرها ، فأذن عليها بالصلاة ، فقال بعض بني سعيد بن العاص : لقد أكرم الله سعيدا إذ قبضه قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب قال : قال ابن أبي مليكة : . أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن يوم الفتح فوق الكعبة ، فقال رجل من قريش للحارث بن هشام : ألا ترى إلى هذا العبد أين صعد ؟! فقال : دعه ، فإن يكن الله يكرهه ، فسيغيره
وقال يونس بن بكير وغيره ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا عام الفتح فأذن على الكعبة ليغيظ به المشركين .