إلى نخلة هناك . ذكر خطبته ، عليه الصلاة والسلام ، إلى تبوك
روى الأمام أحمد عن أبي النضر هاشم بن القاسم ويونس بن محمد المؤدب وحجاج بن محمد ثلاثتهم عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري أنه قال : وذكر البيهقي في " الدلائل " ، والحاكم من حديث عقبة بن عامر قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال : " ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ؟ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه ، أو على ظهر بعيره ، أو على قدميه ، حتى يأتيه الموت ، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، ... فأصبح بتبوك ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد ! فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم ، وخير السنن سنة محمد ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وخير الأمور عوازمها ، وشر الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدي هدي الأنبياء ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى ، وخير الأعمال ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، وشر المعذرة حين يحضر الموت ، وشر الندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا ، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذاب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكم مخافة الله عز وجل ، وخير ما وقر في القلوب اليقين ، والارتياب من الكفر ، والنياحة من عمل الجاهلية ، والغلول من جثا جهنم ، والسكر كي من النار ، والشعر من إبليس ، والخمر جماع الإثم ، وشر المأكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمه ، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع ، والأمر إلى الآخرة ، وملاك العمل خواتمه ، وشر الروايا روايا الكذب ، وكل ما هو آت قريب ، وسباب المؤمن فسوق وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يتأل على الله يكذبه ، ومن يغفر يغفر له ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ، ومن يبتغ السمعة يسمع الله به ، ومن يتصبر يضعف الله له ، ومن يعص الله يعذبه الله ، ثم استغفر ثلاثا ) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من قطع صلاته عن سعيد بن غزوان عن أبيه أنه نزل بتبوك وهو حاج ، فإذا رجل مقعد ، فسأله عن أمره فقال : سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني حي ; . قال : فما قمت عليها إلى يومي هذا ثم رواه أبو داود من حديث سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مولى ليزيد بن نمران عن يزيد بن نمران قال : رأيت بتبوك مقعدا فقال : مررت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار ، وهو يصلي ، فقال : " اللهم اقطع أثره " . فما مشيت عليها بعد وفي رواية : " قطع صلاتنا قطع الله أثره ". إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بتبوك إلى نخلة فقال : " هذه قبلتنا " . ثم صلى إليها . قال : فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها ، فقال : " قطع صلاتنا قطع الله أثره "