الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            قال ابن إسحاق : وذكر ابن شهاب الزهري عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي أبي رهم الغفاري أنه سمع أبا رهم كلثوم بن الحصين وكان من أصحاب الشجرة يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ، فسرت ذات ليلة معه ونحن بالأخضر ، وألقى الله علي النعاس ، فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيفزعني دنوها منه ; مخافة أن أصيب رجله في الغرز فطفقت أحوز راحلتي عنه حتى غلبتني عيني في بعض الطريق فزاحمت راحلتي راحلته ورجله في الغرز ، فلم أستيقظ إلا بقوله : " حس " . فقلت : يا رسول الله استغفر لي . قال : " سر " . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عمن تخلف عنه من بني غفار ، فأخبره به ، فقال وهو يسألني : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط الذين لا شعر في وجوههم ؟ " فحدثته بتخلفهم قال : " فما فعل النفر السود الجعاد القصار ؟ " قال : قلت : والله ما أعرف هؤلاء منا . قال : " بلى ، الذين لهم نعم بشبكة شدخ " . فتذكرتهم في بني غفار ، فلم أذكرهم ، حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقلت : يا رسول الله أولئك رهط من أسلم حلفاء فينا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله ؟ إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني ; المهاجرون والأنصار وغفار وأسلم " .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية