الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر إرادة بعض المنافقين الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة التي بين تبوك والمدينة وإطلاع الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك

            روى الإمام أحمد عن أبي الطفيل ، والبيهقي عن حذيفة ، وابن سعد عن جبير بن مطعم - رضي الله عنهم - وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك والبيهقي عن عروة ، والبيهقي عن ابن إسحاق . ومحمد بن عمر عن شيوخه - رحمهم الله تعالى - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان ببعض الطريق مكر به ناس من المنافقين وائتمروا بينهم أن يطرحوه من عقبة في الطريق . وفي رواية كانوا قد أجمعوا أن يقتلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يلتمسون غرته ، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه ، وقالوا : إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي ، فأخبر الله تعالى رسوله بمكرهم ، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك العقبة نادى مناديه للناس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، واسلكوا بطن الوادي ، فإنه أسهل لكم وأوسع ، فسلك الناس بطن الوادي إلا النفر الذين مكروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا ، وسلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العقبة ، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة ويقودها وأمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه ، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير من العقبة إذ سمع حس القوم قد غشوه ، فنفروا ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سقط بعض متاعه وكان حمزة بن عمرو الأسلمي لحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعقبة ، وكانت ليلة مظلمة ، قال حمزة : فنور لي في أصابعي الخمس ، فأضاءت حتى جمعت ما سقط من السوط والحبل وأشباههما ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر حذيفة أن يردهم ، فرجع حذيفة إليهم ، وقد رأى غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه محجن فجعل يضرب وجوه رواحلهم وقال : إليكم إليكم يا أعداء الله تعالى ، فعلم القوم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اطلع على مكرهم ، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس ، وأقبل حذيفة حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : اضرب الراحلة يا حذيفة ، وامش أنت يا عمار ، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العقبة ينتظر الناس وقال لحذيفة : هل عرفت أحدا من الركب ، الذين رددتهم ؟ قال : يا رسول الله قد عرفت رواحلهم ، وكان القوم متلثمين فلم أبصرهم من أجل ظلمة الليل . قال : "هل علمتم ما كان من شأنهم وما أرادوا" ؟ قالوا : لا والله يا رسول الله . قال : "فإنهم مكروا ليسيروا معي فإذا طلعت العقبة زحموني فطرحوني منها - إن شاء الله تعالى - قد أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وسأخبركم بهم إن شاء الله تعالى" قالوا : أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاء الناس أن تضرب أعناقهم ؟ قال : أكره أن يتحدث الناس ويقولوا : إن محمدا قد وضع يده في أصحابه فسماهم لهما ثم قال : "اكتماهم" فانطلق إذا أصبحت فاجمعهم لي ، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال

            له أسيد بن الحضير : يا رسول الله ، ما منعك البارحة من سلوك الوادي ؟ فقد كان أسهل من العقبة ؟ فقال : "أتدري يا أبا يحيى أتدري ما أراد بي المنافقون وما هموا به" ؟ قالوا : نتبعه من العقبة ، فإذا أظلم عليه الليل قطعوا أنساع راحلتي ونخسوها حتى يطرحوني عن راحلتي فقال أسيد : يا رسول الله ، قد اجتمع الناس ونزلوا ، فمر كل بطن أن يقتل الرجل الذي هم بهذا ، فيكون الرجل من عشيرته هو الذي يقتله ، وإن أحببت - والذي بعثك بالحق - فنبئني بأسمائهم فلا أبرح حتى آتيك برؤوسهم . قال "يا أسيد إني أكره أن يقول الناس إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم" .

            وفي رواية "إني أكره أن يقول الناس إن محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه" فقال : يا رسول الله ، فهؤلاء ليسوا بأصحاب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله ؟ " قال : بلى [ولا شهادة لهم] قال : "أليس يظهرون أني رسول الله ؟ " قال : بلى . ولا شهادة لهم ، قال : "فقد نهيت عن قتل أولئك" .

            وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير : فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لحذيفة :

            "ادع عبد الله"

            قال البيهقي : أظن ابن سعد بن أبي سرح ، وفي الأصل : عبد الله بن أبي سعد بن أبي سرح ، لم يعرف له إسلام كما نبه إليه في زاد المعاد ، قال ابن إسحاق : وأبا حاضر الأعرابي ، وعامرا وأبا عمر ، والجلاس بن سويد بن الصامت وهو الذي قال : لا ننتهي حتى نرمي محمدا من العقبة ، ولئن كان محمد وأصحابه خيرا منا إنا إذا لغنم وهو الراعي ، ولا عقل لنا وهو العاقل ، وأمره أن يدعو مجمع بن جارية ، وفليحا التيمي وهو الذي سرق طيب الكعبة وارتد عن الإسلام ، وانطلق هاربا في الأرض فلا يدرى أين ذهب ، وأمره أن يدعو حصين بن نمير الذي أغار على تمر الصدقة فسرقه ،

            فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ويحك ، ما حملك على هذا ؟ " قال : حملني عليه أني ظننت أن الله تعالى لم يطلعك عليه أما إذا أطلعك عليه فإني أشهد اليوم أنك لرسول الله ، فإني لم أؤمن بك قط قبل الساعة ، فأقاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعفا عنه بقوله الذي قاله ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة أن يأتيه بطعمة بن أبيرق ، وعبد الله بن عيينة ، وهو الذي قال لأصحابه : اشهدوا هذه الليلة تسلموا الدهر كله ، فو الله ما لكم أمر دون أن تقتلوا هذا الرجل ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "ويحك ما كان ينفعك من قتلي لو أني قتلت يا عدو الله ؟ " فقال عدو الله : يا نبي الله ، والله ما تزال بخير ما أعطاك الله تعالى النصر على عدوك ، فإنما نحن بالله وبك فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لحذيفة ادع مرة بن الربيع وهو الذي ضرب بيده على عاتق عبد الله بن أبي ثم قال : تمطى ، أو قال : تمططي والنعيم كائن لنا بعده ، نقتل الواحد المفرد فيكون الناس عامة بقتله مطمئنين ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :

            "ويحك ، ما حملك على أن تقول الذي قلت ؟ " فقال : يا رسول الله إن كنت قلت شيئا من ذلك فإنك العالم به ، وما قلت شيئا من ذلك .

            فجمعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم اثنا عشر رجلا الذين حاربوا الله تعالى ورسوله ، وأرادوا قتله ، فأخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولهم ومنطقهم وسرهم وعلانيتهم ، وأطلع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك يعلمه ، وذلك قوله عز وجل : وهموا بما لم ينالوا [التوبة 74] ومات الاثنا عشر منافقين محاربين الله تعالى ورسوله .

            قال حذيفة - كما رواه البيهقي : ودعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "اللهم ارمهم بالدبيلة" قلنا : يا رسول الله . وما الدبيلة ؟ قال : "شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك" .

            وروى مسلم عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : في أصحابي اثنا عشر رجلا منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، ثمانية يكفيهم الدبيلة ، سراج من نار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم .

            قال البيهقي : وروينا عن حذيفة - رضي الله عنه - أنهم كانوا أربعة عشر - أو خمسة عشر . فائدة عقب ابن القيم على سياق ما ذكره من رواية ابن إسحاق فقال: في روايته وهم من وجوه :

            أحدها : أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إلى حذيفة أسماء أولئك المنافقين ، ولم يطلع عليهم أحدا غيره ، وبذلك كان يقال لحذيفة : إنه صاحب السر الذي لا يعلمه غيره ، ولم يكن عمر ولا غيره يعلم أسماءهم ، وكان إذا مات الرجل وشكوا فيه (يقول عمر : انظروا ، فإن صلى عليه حذيفة ، وإلا فهو منافق منهم )

            الثاني : ما ذكرناه من قوله : فيهم عبد الله بن أبي ، وهو وهم ظاهر ، وقد ذكر ابن إسحاق نفسه أن عبد الله بن أبي تخلف في غزوة تبوك

            الثالث : أن قوله : وسعد بن أبي سرح وهم أيضا ، وخطأ ظاهر ، فإن سعد بن أبي سرح لم يعرف له إسلام البتة ، وإنما ابنه عبد الله كان قد أسلم وهاجر ، ثم ارتد ولحق بمكة ، حتى استأمن له عثمان النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فأمنه ، وأسلم فحسن إسلامه ، ولم يظهر منه بعد ذلك شيء ينكر عليه ، ولم يكن مع هؤلاء الاثني عشر البتة ، فما أدري ما هذا الخطأ الفاحش

            الرابع : قوله : وكان أبو عامر رأسهم ، وهذا وهم ظاهر لا يخفى على من دون ابن إسحاق ، بل هو نفسه قد ذكر قصة أبي عامر هذا في قصة الهجرة ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، أن أبا عامر لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خرج إلى مكة ببضعة عشر رجلا ، فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة خرج إلى الطائف ، فلما أسلم أهل الطائف خرج إلى الشام ، فمات بها طريدا وحيدا غريبا ، فأين كان الفاسق وغزوة تبوك ذهابا وإيابا ذكر إخباره - صلى الله عليه وسلم - بما قاله جماعة من المنافقين الذين خرجوا معه

            قال محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عمر - رحمهم الله تعالى - كان رهط من المنافقين يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يخرجوا إلا رجاء الغنيمة منهم : وديعة بن ثابت أخو بني عمرو بن عوف .

            والجلاس بن سويد بن الصامت .

            ومخشن بالنون - قال أبو عمرو وابن هشام مخشي بالتحتية - ابن حمير من أشجع ، حليف لبني سلمة ، زاد محمد بن عمر : وثعلبة بن حاطب .

            فقال بعضهم لبعض ، عند محمد بن عمر : فقال ثعلبة بن حاطب : أتحسبون جلاد بني الأصفر كجلاد العرب بعضهم بعضا ، لكأني بكم غدا مقرنين في الحبال ، إرجافا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإرهابا للمؤمنين .

            وقال الجلاس بن عمرو ، وكان زوج أم عمير ، وكان ابنها عمير يتيما في حجره : والله لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير ، فقال عمير : فأنت شر من الحمير ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - صادق وأنت الكاذب ، فقال مخشن بن حمير : والله لوددت أن أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة ، وإننا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه ! ! .

            فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمار بن ياسر - : "أدرك القوم فإنهم قد اخترقوا ، فاسألهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا"

            فانطلق عمار إليهم فقال لهم ذلك ، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتذرون إليه ، فقال وديعة بن ثابت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته وقد أخذ وديعة بن ثابت بحقبها ورجلاه تسفيان الحجارة وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله تعالى : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم [التوبة 65 ، 66] وحلف الجلاس ما قال من ذلك شيئا ، فأنزل الله سبحانه وتعالى : يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله
            [التوبة 74] .

            وقال مخشن : يا رسول الله ، قعد بي اسمي واسم أبي ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن أو عبد الله ، وكان الذي عفي عنه في هذه الآية ، وسأل الله تعالى أن يقتل شهيدا ولا يعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة ، ولم يعرف له أثر . فائدة في عدم قتله صلى الله عليه وسلم المنافقين رغم إتيانهم بموجبات الكفر قال ابن القيم رحمه الله تعالى: تركه قتل المنافقين ، وقد بلغه عنهم الكفر الصريح ، فاحتج به من قال : لا يقتل الزنديق إذا أظهر التوبة ; لأنهم حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ما قالوا ، وهذا إذا لم يكن إنكارا فهو توبة وإقلاع ، وقد قال أصحابنا وغيرهم : ومن شهد عليه بالردة فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لم يكشف عن شيء عنه بعد ، وقال بعض الفقهاء : إذا جحد الردة كفاه جحدها ، ومن لم يقبل توبة الزنديق قال : هؤلاء لم تقم عليهم بينة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحكم عليهم بعلمه ، والذي بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قولهم لم يبلغهم إياه نصاب البينة ، بل شهد به عليهم واحد فقط ، كما شهد زيد بن أرقم وحده على عبد الله بن أبي ، وكذلك غيره أيضا إنما شهد عليه واحد

            وفي هذا الجواب نظر ، فإن نفاق عبد الله بن أبي وأقواله في النفاق كانت كثيرة جدا كالمتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبعضهم أقر بلسانه وقال : إنما كنا نخوض ونلعب ، وقد واجهه بعض الخوارج في وجهه بقوله : إنك لم تعدل ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له : ألا تقتلهم ؟ لم يقل : ما قامت عليهم بينة ، بل قال : لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه

            فالجواب الصحيح إذن ، أنه كان في ترك قتلهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مصلحة تتضمن تأليف القلوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجمع كلمة الناس عليه ، وكان في قتلهم تنفير ، والإسلام بعد في غربة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص شيء على تأليف الناس ، وأترك شيء لما ينفرهم عن الدخول في طاعته ، وهذا أمر كان يختص بحال حياته صلى الله عليه وسلم ، وكذلك ترك قتل من طعن عليه في حكمه بقوله في قصة الزبير وخصمه : أن كان ابن عمتك

            وفي قسمه بقوله : إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله ، وقول الآخر له : إنك لم تعدل ، فإن هذا محض حقه ، له أن يستوفيه ، وله أن يتركه ، وليس للأمة بعده ترك استيفاء حقه ، بل يتعين عليهم استيفاؤه ، ولا بد ولتقرير هذه المسائل موضع آخر ، والغرض التنبيه والإشارة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية