الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم   .

            قال محمد بن إسحاق : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وفرغ من تبوك وأسلمت ثقيف وبايعت ، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه - قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة أن ذلك في سنة تسع ، وأنها كانت تسمى سنة الوفود -

            انقياد العرب وإسلامهم

            قال ابن إسحاق : وإنما كانت العرب تربص بإسلامها أمر هذا الحي من قريش ; لأن قريشا كانوا إمام الناس وهاديهم ، وأهل البيت والحرم ، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم ، وقادة العرب ، لا ينكرون ذلك ، وكانت قريش هي التي نصبت الحرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافه.

            نزول سورة الفتح

            فلما افتتحت مكة ودانت له قريش ، ودوخها الإسلام ، عرفت العرب أنهم لا طاقة لهم بحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عداوته ، فدخلوا في دين الله - كما قال عز وجل - أفواجا ، يضربون إليه من كل وجه ، يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ( النصر : 1 - 3 ) أي فاحمد الله على ما أظهر من دينك ، واستغفره إنه كان توابا .

            وقد قدمنا حديث عمرو بن سلمة قال : وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون : اتركوه وقومه ، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق . فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم ، وبدر أبي قومي بإسلامهم ، فلما قدم قال : جئتكم والله من عند النبي حقا ، قال : " صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكثركم قرآنا " .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية