قدوم رسول ملوك حمير بكتابهم
[ قدوم رسول ملوك حمير ]
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير ، مقدمه من تبوك ، ورسولهم إليه بإسلامهم ، الحارث بن عبد كلال ، ونعيم بن عبد كلال ، والنعمان قيل ذي رعين ومعافر وهمدان ؛ وبعث إليه زرعة ذو يزن ما لك ابن مرة الرهاوي بإسلامهم ، ومفارقتهم الشرك وأهله .
[ كتاب الرسول إليهم ]
فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : . وعن أنس بن مالك أن مالك ذي يزن أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة قد أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا وثلاثة وثلاثين ناقة . بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله النبي ، إلى الحارث بن عبد كلال ، وإلى نعيم بن عبد كلال ، وإلى النعمان ، قيل ذي رعين ومعافر وهمدان . أما بعد ذلكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإنه قد وقع به رسولكم منقلبنا من أرض الروم فلقينا بالمدينة ، فبلغ ما أرسلتم به ، وخبر ما قبلكم ، وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين ، وأن الله قد هداكم بهداه ، إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله ، وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأعطيتم من المغانم خمس الله ، وسهم الرسول وصفيه ، وما كتب على المؤمنين من الصدقة من العقار ، عشر ما سقت العين وسقت السماء ، وعلى ما سقى الغرب نصف العشر ؛ وأن في الإبل الأربعين ابنة لبون ، وفي ثلاثين من الإبل ابن لبون ذكر ، وفي كل خمس من الإبل شاة ، وفي كل عشر من الإبل شاتان ، وفي كل أربعين من البقر بقرة ؛ وفي كل ثلاثين من البقر تبيع ، جذع أو جذعة ؛ وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها ، شاة ، وأنها فريضة الله التي فرض على المؤمنين في الصدقة ؛ فمن زاد خيرا فهو خير له ، ومن أدى ذلك وأشهد على إسلامه ، وظاهر المؤمنين على المشركين ، فإنه من المؤمنين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم ، وله ذمة الله وذمة رسوله ، وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني ، فإنه من المؤمنين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم ؛ ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يرد عنها ، وعليه الجزية ، على كل حال ذكر أو أنثى ، حر أو عبد ، دينار واف ، من قيمة المعافر أو عوضه ثيابا ، فمن أدى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن له ذمة الله وذمة رسوله ، ومن منعه فإنه عدو لله ولرسوله . أما بعد ، فإن رسول الله محمدا النبي أرسل إلى زرعة ذي يزن أن إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيرا : معاذ بن جبل ، وعبد الله بن زيد ، ومالك بن عبادة ، وعقبة بن نمر ، ومالك بن مرة ، وأصحابكم وأن اجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخاليفكم ، وأبلغوها رسلي ، وأن أميرهم معاذ بن جبل ، فلا ينقلبن إلا راضيا ، أما بعد . فإن محمدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله ، ثم إن مالك بن مرة الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت من أول حمير ، وقتلت المشركين ، فأبشر بخير وآمرك بحمير خيرا ، ولا تخونوا ولا تخاذلوا ، فإن رسول الله هو ولي غنيكم وفقيركم ، وأن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته ، إنما هي زكاة يزكى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل ، وأن مالكا قد بلغ الخبر ، وحفظ الغيب ، وآمركم به خيرا ، وإني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم ، وآمرك بهم خيرا ، فإنهم منظور إليهم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : هذا يفقه أهلها ، ويعلمهم السنة ، ويأخذ صدقاتهم ، فكتب له كتابا وعهدا ، وأمره فيه أمره فكتب : كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا ، الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ( المائدة : 1 ) عهدا من رسول الله لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن ; آمره بتقوى الله في أمره كله ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " . وأمره أن يأخذ بالحق كما أمره الله ، وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ، ويفقههم في الدين ، وأن ينهى الناس ويعلم الناس القرآن ، فلا يمس أحد القرآن إلا وهو طاهر فإن وأن يخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ، ويلين لهم في الحق ، ويشتد عليهم في الظلم ، ، فقال عز وجل الله حرم الظلم ونهى عنه ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ( هود : 18 ، 19 ) وأن ، يبشر الناس بالجنة وبعملها ، ويستألف الناس حتى وينذر الناس النار وعملها ، ويعلم الناس يتفقهوا في الدين ، وما أمر الله به ، والحج الأكبر الحج ، والحج الأصغر العمرة ، وأن معالم الحج وسننه وفرائضه ، ينهى الناس أن يصلي الرجل في ثوب واحد صغير ، إلا أن يكون واسعا فيخالف بين طرفيه على عاتقيه ، ولا ينقض شعر رأسه إذا عفا في قفاه وينهى الناس إن كان بينهم هيج أن يدعوا إلى القبائل والعشائر ، وينهى أن يحتبي الرجل في ثوب واحد ، ويفضي بفرجه إلى السماء ، فمن لم يدع إلى الله ، عز وجل ، ودعا إلى العشائر والقبائل فليعطفوا بالسيف حتى يكون دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له ، ويأمر الناس وليكن دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له وجوههم وأيديهم إلى المرافق ، وأرجلهم إلى الكعبين ، وأن يمسحوا رءوسهم كما أمرهم الله عز وجل ، وأمروا بالصلاة لوقتها ، بإسباغ الوضوء ، وإتمام الركوع والسجود ، وأن يغلس بالصبح ، وأن يهجر بالهاجرة ، حتى تميل الشمس ، وصلاة العصر والشمس في الأرض مبددة ، والمغرب حين يقبل الليل ولا تؤخر حتى تبدو النجوم في السماء ، وأمره والعشاء أول الليل ، وأمره أن بالسعي إلى الجمعة إذا نودي بها ، والغسل عند الرواح إليها ، وما كتب على المؤمنين من يأخذ من المغانم خمس الله ، الصدقة من العقار فيما سقت العين وفيما سقت السماء العشر ، وما سقى القرب فنصف العشر ، وفي كل عشر من الإبل شاتان ، وفي عشرين أربع شياه ، وفي أربعين من البقر بقرة ، وفي وفي كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة جذع أو جذعة ، فإنها فريضة الله التي افترض على المؤمنين من الصدقة فمن زاد فهو خير له ، وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه فدان دين الإسلام فإنه من المؤمنين ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يغير عنها ، كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة ، ومن منع ذلك فإنه عدو الله ورسوله والمؤمنين جميعا ، صلوات الله على محمد ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته " . وعلى كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عوضه من الثياب ، فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله ، عز وجل ، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم