لا خلاف أنه لم يحج بعد هجرته إلى المدينة سوى حجة واحدة وهي حجة الوداع ، ولا خلاف أنها كانت سنة عشر .
واختلف : هل حج قبل الهجرة ؟ فروى الترمذي ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( : حجتين قبل أن يهاجر ، وحجة بعدما هاجر معها عمرة حج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث حجج ) . قال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث سفيان . قال وسألت محمدا - يعني البخاري - عن هذا ، فلم يعرفه من حديث الثوري ، وفي رواية لا يعد هذا الحديث محفوظا .
فائدة : قال في «زاد المعاد» : دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مكة بعد الهجرة خمس مرات ، سوى المرة الأولى ، فإنه وصل إلى الحديبية وصد عن الدخول إليها أحرم في أربع منهن من الميقات لا قبله فأحرم عام الحديبية من ذي الحليفة ، ثم دخلها المرة الثانية فقضى عمرته ، وأقام بها ثلاثا ، ثم خرج ، ثم دخلها المرة الثالثة ، عام الفتح في رمضان بغير إحرام ، ثم خرج منها إلى حنين ، ثم دخلها المرة الرابعة بعمرة من الجعرانة ، ودخلها في هذه العمرة ليلا وخرج ليلا فلم يخرج من مكة إلى الجعرانة ليعتمر ، كما يفعل أهل مكة اليوم ، المرة الخامسة في حجة الوداع .