باب شرفها ، الله عز وجل دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ،
وهي المعروفة الآن بآبار الزاهر ولما انتهى صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى ذي طوى وهو قريب من مكة متاخم للحرم ، أمسك عن التلبية ; لأنه قد وصل إلى المقصود ، فبات بها ليلة الأحد لأربع خلون من ذي الحجة حتى أصبح ، فصلى هنالك الصبح ، في المكان الذي وصفوه بين فرضتي الجبل الطويل هنالك ، ومن تأمل هذه الأماكن المشار إليها بعين البصيرة ، عرفها معرفة جيدة ، وتعين له المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ثم ركب اغتسل صلوات الله وسلامه عليه ، لأجل دخول مكة ، - ويقال : كداء - ليراه الناس ويشرف عليهم ، وكذلك دخل منها يوم الفتح ، ودخلها نهارا جهرة علانية ، من الثنية العليا التي بالبطحاء كما ذكرناه .
قال مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من الثنية العليا ، وخرج من الثنية السفلى أخرجاه في " الصحيحين " من حديثه .
ثم سار حتى دخل المسجد ضحى .
وروى الطبراني عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : - رجاله رجال الصحيح إلا مروان بن أبي مروان ، قال السليماني : فيه نظر . «دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ودخلنا معه من باب عبد مناف ، وهو الذي تسميه الناس : باب بني شيبة»
وروى البيهقي : . وخرج من باب بني مخزوم [إلى الصفا] فلما نظر إلى البيت ، واستقبله ورفع يديه وكبر ، وقال : «اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، فحينا ربنا بالسلام ، اللهم زد هذا البيت تشريفا ، وتعظيما ، وتكريما ، ومهابة ، وزد من عظمه ، ممن حجه أو اعتمره ، تكريما وتشريفا وتعظيما وبرا»
وروى الطبراني ، عن حذيفة بن أسيد ، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا نظر إلى البيت قال : «اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا ومهابة»