وحدها يوم النحر ، رميه ، عليه الصلاة والسلام ، جمرة العقبة وكيف رماها ، ومن ومتى رماها ، أي موضع رماها ، ، وبكم رماها وقطعه التلبية حين رماها
. «فأتى جمرة العقبة فوقف في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ، ومنى عن يمينه ، واستقبل الجمرة ، وهو على راحلته فرماها راكبا بعد طلوع الشمس ، واحدة بعد واحدة ، يكبر مع كل حصاة ، وحينئذ قطع التلبية وكان في مسيره ذلك يلبي حتى شرع في الرمي ، وبلال وأسامة معه ، أحدهما آخذ بخطام ناقته ، والآخر يظله بثوب من الحر»
قلت : الذي كان يظله بلال كما في حديث أبي أمامة ، عن بعض الصحابة رواه ابن سعد . وفي حديث أم جندب الأزدية أنه الفضل بن العباس ، رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، والبيهقي فإنهما كانا يتناوبان .
وفي هذا : دليل على جواز ونحوه ، إن كانت قصة هذا الإظلال يوم النحر ثابتة ، وإن كانت بعده في أيام منى فلا حجة فيها ، وليس في الحديث بيان في أي زمن كانت . والله أعلم . وروى مسلم وابن سعد والبيهقي عن جابر قال : استظلال المحرم بالمحمل ، وفي حديث أم جندب : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على راحلته يوم النحر» ويقول لنا : «خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» ، ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى ورمى الناس» وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف» . فازدحم الناس فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا
وفي حديث حذافة بن عبد الله العلائي . أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رمى جمرة العقبة في بطن الوادي يوم النحر على ناقة له صهباء ، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك
قلت : . «ولم يقف عند جمرة العقبة ، ثم رجع إلى منى فخطب الناس خطبة بليغة»
وروى الإمام أحمد ، عن عبد الرحمن بن معاذ ، عن رجل من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : . خطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الناس بمنى وأنزلهم منازلهم ، فقال : «لينزل المهاجرون هاهنا» وأشار إلى يمين القبلة ، «والأنصار هاهنا» وأشار إلى ميسرة القبلة ، «ثم لينزل الناس حولهم» ، وعلمهم مناسكهم ، ففتحت أسماع أهل منى حتى سمعوه في منازلهم
قال ابن كثير : ولست أدري أكانت قبل ذهابه إلى البيت ، أو بعد رجوعه منه إلى منى ؟ .
قلت : جزم- صاحب الهدي : «بأنها كانت قبل ذهابه إلى البيت ، وكان عمرو بن خارجة تحت جران ناقة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهي تقصع بجرتها وإن لعابها ليسيل بين كتفيه قال الحافظ : قال بعض الشراح : إنه بلال ، والصواب : أنه أبو بكرة- فقال- صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته العضباء بعد أن حمد الله وأثنى عليه : . رواه الإمام أحمد والشيخان . «إلا أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، والسنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم . ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ألا أي ، وفي رواية : ألا تدرون ، وفي رواية : أتدرون أي يوم هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال : «أليس هذا يوم النحر ؟ » قلنا : بلى ، قال : «أي شهر هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : «أليس ذو الحجة ؟ » قلنا : بلى ، قال : «فأي بلد هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه . قال : «أليس البلدة ؟ » قلنا : بلى . قال فإن دماءكم وأموالكم- قال محمد- وأحسبه قال : وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه» ، ثم قال : «ألا هل بلغت ؟ » قلنا : نعم ، قال : «اللهم فاشهد»
وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : . «خطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم النحر ، فقال : «أيها الناس : أي يوم هذا ؟ قالوا يوم حرام ، قال : فأي بلد هذا ؟ قالوا بلد حرام ، قال : فأي شهر هذا ؟ قالوا : شهر حرام ، قال : «فإن دماءكم ، وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ، في شهركم هذا» . فأعادها مرارا ، ثم رفع رأسه [إلى السماء] فقال : «اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ؟ »
وروى الشيخان نحوه عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا هل بلغت ثلاثا ؟ » كل ذلك يجيبونه ألا نعم قال : «ويحكم أو قال : ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» . الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع : «ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا شهرنا هذا ، قال : « ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : بلدنا هذا ، قال : « ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : يومنا هذا ، قال : «فإن