nindex.php?page=treesubj&link=29308ذكر جملة الغزوات
بسم الله الرحمن الرحيم قال : حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ، قال : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي : وكان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه سبعا وعشرين غزوة . منها غزوة ودان ، وهي غزوة الأبواء ، ثم غزوة بواط ، من ناحية رضوى ، ثم غزوة العشيرة ، من بطن ينبع ، ثم غزوة بدر الأولى ، يطلب كرز بن جابر ، ثم غزوة بدر الكبرى ، التي قتل الله فيها صناديد قريش ، ثم غزوة بني سليم ، حتى بلغ الكدر ، ثم غزوة السويق ، يطلب أبا سفيان بن حرب ، ثم غزوة غطفان ، وهي غزوة ذي أمر ، ثم غزوة بحران ، معدن بالحجاز ، ثم غزوة أحد ، ثم غزوة حمراء الأسد ، ثم غزوة بني النضير ، ثم غزوة ذات الرقاع من نخل ، ثم غزوة بدر الآخرة ، ثم غزوة دومة الجندل ، ثم غزوة الخندق ، ثم غزوة بني قريظة ، ثم غزوة بني لحيان ، من هذيل ، ثم غزوة ذي قرد ، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة ، ثم غزوة الحديبية ، لا يريد قتالا ، فصده المشركون ، ثم غزوة خيبر ، ثم عمرة القضاء ، ثم غزوة الفتح ، ثم غزوة حنين ، ثم غزوة الطائف ، ثم غزوة تبوك . قاتل منها في تسع غزوات : بدر ، وأحد والخندق ، وقريظة ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف .
nindex.php?page=treesubj&link=29339ذكر جملة السرايا والبعوث
وكانت بعوثه صلى الله عليه وسلم وسراياه ثمانيا وثلاثين ، من بين بعث وسرية : غزوة عبيدة بن الحارث أسفل من ثنية ذي المروة ، ثم غزوة حمزة بن عبد المطلب ساحل البحر ، من ناحية العيص ؛ وبعض الناس يقدم غزوة حمزة قبل غزوة عبيدة ؛ وغزوة سعد بن أبي وقاص الخرار ، وغزوة عبد الله بن جحش نخلة ، وغزوة زيد بن حارثة القردة وغزوة محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف ، وغزوة مرثد بن أبي مرثد الغنوي الرجيع ، وغزوة المنذر بن عمرو بئر معونة ، وغزوة أبي عبيدة بن الجراح ذا القصة ، من طريق العراق ، وغزوة عمر بن الخطاب تربة من أرض بني عامر ، وغزوة علي بن أبي طالب اليمن ، وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي ، كلب ليث ، الكديد ، فأصاب بني الملوح .
قال ابن إسحاق :
nindex.php?page=treesubj&link=29357وغزوة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بني عبد الله بن سعد من أهل فدك ؛
nindex.php?page=treesubj&link=34050وغزوة أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم ، أصيب بها هو وأصحابه جميعا ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29350وغزوة عكاشة بن محصن الغمرة ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29348وغزوة أبي سلمة ب?ن عبد الأسد قطنا ، ماء من مياه بني أسد ، من ناحية نجد ، قتل بها مسعود بن عروة ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29351وغزوة محمد بن مسلمة ، أخي بني حارثة القرطاء من هوازن ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29363وغزوة بشير بن سعد بني مرة بفدك ؛ nindex.php?page=treesubj&link=29365وغزوة بشير بن سعد ناحية خيبر ، وغزوة زيد بن حارثة الجموم من أرض بني سليم ، وغزوة زيد بن حارثة جذام ، من أرض خشين .
قال ابن هشام : عن نفسه ، والشافعي عن عمرو بن حبيب عن ابن إسحاق : من أرض حسمى . وفي الكامل قال: وجميع غزواته بنفسه -صلى الله عليه وسلم- تسع عشرة غزوة .
قال الواقدي : هكذا يرويه أهل العراق عن زيد بن أرقم ، وهو خطأ ؛ لأن زيدا غزا مؤتة مع عبد الله بن رواحة وهو رديفه على رحله ، ولم يغز مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ثلاث غزوات أو أربع ، وقيل : غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستا وعشرين غزوة ، وقيل : سبعا وعشرين ، فمن قال ستا وعشرين جعل غزوة خيبر ووادي القرى واحدة ؛ لأنه لم يرجع من خيبر إلى منزله ، ومن فرق بينهما جعل غزواته سبعا وعشرين ، وجعل خيبر غزوة ، ووادي القرى غزوة .
nindex.php?page=treesubj&link=29308_29339غزواته وبعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم
غزواته كلها وبعوثه وسراياه كانت بعد الهجرة في مدة عشر سنين ، فالغزوات سبع وعشرون ، وقيل : خمس وعشرون ، وقيل : تسع وعشرون ، وقيل غير ذلك ، قاتل منها في تسع : بدر ، وأحد ، والخندق ، وقريظة ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف . وقيل : قاتل في بني النضير ، والغابة ، ووادي القرى من أعمال خيبر . وأما سراياه وبعوثه ، فقريب من ستين والغزوات الكبار الأمهات سبع : بدر ، وأحد ، والخندق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، وتبوك . وفي شأن هذه الغزوات نزل القرآن ، فسورة ( الأنفال ) سورة بدر ، وفي أحد آخر سورة ( آل عمران ) من قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ) [ آل عمران 121 ] إلى قبيل آخرها بيسير ، وفي قصة الخندق ، وقريظة ، وخيبر صدر ( سورة الأحزاب ) ، وسورة ( الحشر ) في بني النضير ، وفي قصة الحديبية وخيبر سورة ( الفتح ) وأشير فيها إلى الفتح ، وذكر الفتح صريحا في سورة ( النصر ) .
nindex.php?page=treesubj&link=30798وجرح منها صلى الله عليه وسلم في غزوة واحدة وهي أحد ، وقاتلت معه الملائكة منها في بدر وحنين ،
nindex.php?page=treesubj&link=29326_29747ونزلت الملائكة يوم الخندق ، فزلزلت المشركين وهزمتهم ، ورمى فيها الحصباء في وجوه المشركين فهربوا ، وكان الفتح في غزوتين : بدر ، وحنين .
وقاتل بالمنجنيق منها في غزوة واحدة ، وهي الطائف ، وتحصن في الخندق في واحدة ، وهي الأحزاب أشار به عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه . وذكرها -يعني السريا والبعوث- أبو عمر رحمه الله تعالى في أول الاستيعاب سبعا وأربعين . وذكرها محمد بن عمر رحمه الله تعالى ثمانيا وأربعين وأبو الفضل ستا وخمسين . ونقل المسعودي عن بعضهم أنها ستون .
وعلى ذلك جرى الحافظ أبو الفضل العراقي رحمه الله تعالى في ألفية السيرة ، وذكر فيها أن الإمام الحافظ محمد بن نصر أوصلها إلى السبعين ، وأن الإمام الحافظ أبا عبد الله الحاكم رحمه الله تعالى قال : إنه ذكر في الإكليل أنها فوق المائة . قال العراقي : ولم أجد هذا القول لأحد سواه . قال الحافظ رحمه الله تعالى : لعل الحاكم أراد بضم المغازي إليها .
قلت : عبارة الحاكم كما رواها عنه ابن عساكر بعد أن روي عن قتادة أن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه كانت ثلاثا وأربعين . قال الحاكم : هكذا كتبناه . وأظنه أراد السرايا دون الغزوات ، فقد ذكرت في كتاب الإكليل على الترتيب بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه زيادة على المائة . قال : «وأخبرني الثقة من أصحابنا ببخارى أنه قرأ في كتاب أبي عبد الله محمد بن نصر السرايا والبعوث دون الحروب بنفسه نيفا وسبعين» . انتهى .
قال في البداية : وهذا الذي ذكره الحاكم غريب جدا ، وحمله كلام قتادة على ما قال ، فيه نظر فقد روى الإمام أحمد [عن أزهر بن القاسم الراسبي عن هشام الدستوائي] عن قتادة أن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه ثلاث وأربعون : أربعة وعشرون بعثا وتسع عشرة غزوة .
قلت : والذي وقفت عليه من السرايا والبعوث لغير الزكاة يزيد على السبعين .
nindex.php?page=treesubj&link=29308ذِكْرُ جُمْلَةِ الْغَزَوَاتِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ الْمُطَّلِبِيِّ : وَكَانَ جَمِيعُ مَا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً . مِنْهَا غَزْوَةُ وَدَّانَ ، وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَبْوَاءِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بُوَاطَ ، مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْعَشِيرَةِ ، مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَدْرٍ الْأُولَى ، يَطْلُبُ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَدْرٍ الْكُبْرَى ، الَّتِي قَتَلَ اللَّهُ فِيهَا صَنَادِيدَ قُرَيْشٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي سُلَيْمٍ ، حَتَّى بَلَغَ الْكُدْرَ ، ثُمَّ غَزْوَةُ السَّوِيقِ ، يَطْلُبُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ غَطَفَانَ ، وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي أَمِرٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَحْرَانَ ، مَعْدِنٌ بِالْحِجَازِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ أُحُدٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ حَمْرَاءَ الْأَسَدِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَدْرٍ الْآخِرَةِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ دَوْمَةِ الْجَنْدَلِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَةَ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي لِحْيَانَ ، مِنْ هُذَيْلٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَةِ ، لَا يُرِيدُ قِتَالًا ، فَصَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ ، ثُمَّ غَزْوَةُ خَيْبَرَ ، ثُمَّ عُمْرَةُ الْقَضَاءِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْفَتْحِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ حُنَيْنٍ ، ثُمَّ غَزْوَةُ الطَّائِفِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ تَبُوكَ . قَاتَلَ مِنْهَا فِي تِسْعِ غَزَوَاتٍ : بَدْرٍ ، وَأُحُدٍ وَالْخَنْدَقِ ، وَقُرَيْظَةَ ، وَالْمُصْطَلِقِ ، وَخَيْبَرَ ، وَالْفَتْحِ ، وَحُنَيْنٍ ، وَالطَّائِفِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29339ذِكْرُ جُمْلَةِ السَّرَايَا وَالْبُعُوثِ
وَكَانَتْ بُعُوثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَرَايَاهُ ثَمَانِيًّا وَثَلَاثِينَ ، مِنْ بَيْنَ بَعْثٍ وَسَرِيَّةٍ : غَزْوَةُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَسْفَلَ مِنْ ثَنِيَّةِ ذِي الْمَرْوَةِ ، ثُمَّ غَزْوَةُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَاحِلَ الْبَحْرِ ، مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ ؛ وَبَعْضُ النَّاسِ يُقَدِّمُ غَزْوَةَ حَمْزَةَ قَبْلَ غَزْوَةِ عُبَيْدَةَ ؛ وَغَزْوَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْخَرَّارَ ، وَغَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ نَخْلَةَ ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْقَرَدَةَ وَغَزْوَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ ، وَغَزْوَةُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ الرَّجِيعَ ، وَغَزْوَةُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو بِئْرَ مَعُونَةَ ، وَغَزْوَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ذَا الْقَصَّةِ ، مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ ، وَغَزْوَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تُرْبَةَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ ، وَغَزْوَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْيَمَنَ ، وَغَزْوَةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيِّ ، كَلْبِ لَيْثٍ ، الْكَدِيدَ ، فَأَصَابَ بَنِي الْمُلَوَّحِ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29357وَغَزْوَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=34050وَغَزْوَةُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيُّ أَرْضَ بَنِي سُلَيْمٍ ، أُصِيبَ بِهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ جَمِيعًا ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29350وَغَزْوَةُ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْغَمْرَةَ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29348وَغَزْوَةُ أَبِي سَلَمَةَ ب?نِ عَبْدِ الْأَسَدِ قَطَنًا ، مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي أَسَدٍ ، مِنْ نَاحِيَةِ نَجْدٍ ، قُتِلَ بِهَا مَسْعُودُ بْنُ عُرْوَةَ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29351وَغَزْوَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، أَخِي بَنِي حَارِثَةَ الْقُرَطَاءَ مِنْ هَوَازِنَ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=29363وَغَزْوَةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ بَنِي مُرَّةَ بِفَدَكَ ؛ nindex.php?page=treesubj&link=29365وَغَزْوَةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ نَاحِيَةَ خَيْبَرَ ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْجَمُومَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ جُذَامَ ، مِنْ أَرْضِ خُشَيْنٍ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : عَنْ نَفْسِهِ ، وَالشَّافِعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبِيبٍ عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ : مِنْ أَرْضِ حِسْمَى . وفي الكامل قال: وَجَمِيعُ غَزَوَاتِهِ بِنَفْسِهِ -صلى الله عليه وسلم- تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ : هَكَذَا يَرْوِيهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَهُوَ خَطَأٌ ؛ لِأَنَّ زَيْدًا غَزَا مُؤْتَةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ وَهُوَ رَدِيفُهُ عَلَى رَحْلِهِ ، وَلَمْ يَغْزُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ ثَلَاثِ غَزَوَاتٍ أَوْ أَرْبَعٍ ، وَقِيلَ : غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِتًّا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً ، وَقِيلَ : سَبْعًا وَعِشْرِينَ ، فَمَنْ قَالَ سِتًّا وَعِشْرِينَ جَعَلَ غَزْوَةَ خَيْبَرَ وَوَادِيَ الْقُرَى وَاحِدَةً ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ خَيْبَرَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا جَعَلَ غَزَوَاتِهِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ ، وَجَعَلَ خَيْبَرَ غَزْوَةً ، وَوَادِيَ الْقُرَى غَزْوَةً .
nindex.php?page=treesubj&link=29308_29339غَزَوَاتِهِ وَبُعُوثِهِ وَسَرَايَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
غَزَوَاتُهُ كُلُّهَا وَبُعُوثُهُ وَسَرَايَاهُ كَانَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ فِي مُدَّةِ عَشْرِ سِنِينَ ، فَالْغَزَوَاتُ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ ، وَقِيلَ : خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ، وَقِيلَ : تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، قَاتَلَ مِنْهَا فِي تِسْعٍ : بَدْرٍ ، وَأُحُدٍ ، وَالْخَنْدَقِ ، وَقُرَيْظَةَ ، وَالْمُصْطَلِقِ ، وَخَيْبَرَ ، وَالْفَتْحِ ، وَحُنَيْنٍ ، وَالطَّائِفِ . وَقِيلَ : قَاتَلَ فِي بَنِي النَّضِيرِ ، وَالْغَابَةِ ، وَوَادِي الْقُرَى مِنْ أَعْمَالِ خَيْبَرَ . وَأَمَّا سَرَايَاهُ وَبُعُوثُهُ ، فَقَرِيبٌ مِنْ سِتِّينَ وَالْغَزَوَاتُ الْكِبَارُ الْأُمُّهَاتُ سَبْعٌ : بَدْرٌ ، وَأُحُدٌ ، وَالْخَنْدَقُ ، وَخَيْبَرُ ، وَالْفَتْحُ ، وَحُنَيْنٌ ، وَتَبُوكُ . وَفِي شَأْنِ هَذِهِ الْغَزَوَاتِ نَزَلَ الْقُرْآنُ ، فَسُورَةُ ( الْأَنْفَالِ ) سُورَةُ بَدْرٍ ، وَفِي أُحُدٍ آخِرُ سُورَةِ ( آلِ عِمْرَانَ ) مِنْ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ) [ آلِ عِمْرَانَ 121 ] إِلَى قُبَيْلِ آخِرِهَا بِيَسِيرٍ ، وَفِي قِصَّةِ الْخَنْدَقِ ، وَقُرَيْظَةَ ، وَخَيْبَرَ صَدْرُ ( سُورَةِ الْأَحْزَابِ ) ، وَسُورَةُ ( الْحَشْرِ ) فِي بَنِي النَّضِيرِ ، وَفِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ سُورَةُ ( الْفَتْحِ ) وَأُشِيرَ فِيهَا إِلَى الْفَتْحِ ، وَذُكِرَ الْفَتْحُ صَرِيحًا فِي سُورَةِ ( النَّصْرِ ) .
nindex.php?page=treesubj&link=30798وَجُرِحَ مِنْهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ أُحُدٌ ، وَقَاتَلَتْ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مِنْهَا فِي بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29326_29747وَنَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ، فَزَلْزَلَتِ الْمُشْرِكِينَ وَهَزَمَتْهُمْ ، وَرَمَى فِيهَا الْحَصْبَاءَ فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ فَهَرَبُوا ، وَكَانَ الْفَتْحُ فِي غَزْوَتَيْنِ : بَدْرٍ ، وَحُنَيْنٍ .
وَقَاتَلَ بِالْمَنْجَنِيقِ مِنْهَا فِي غَزْوَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَهِيَ الطَّائِفُ ، وَتَحَصَّنَ فِي الْخَنْدَقِ فِي وَاحِدَةٍ ، وَهِيَ الْأَحْزَابُ أَشَارَ بِهِ عَلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَذَكَرَهَا -يعني السريا والبعوث- أَبُو عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَوَّلِ الِاسْتِيعَابِ سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ . وَذَكَرَهَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَمَانِيًا وَأَرْبَعِينَ وَأَبُو الْفَضْلِ سِتًّا وَخَمْسِينَ . وَنَقَلَ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهَا سِتُّونَ .
وَعَلَى ذَلِكَ جَرَى الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَلْفِيَّةِ السِّيرَةِ ، وَذَكَرَ فِيهَا أَنَّ الْإِمَامَ الْحَافِظَ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ أَوْصَلَهَا إِلَى السَّبْعِينَ ، وَأَنَّ الْإِمَامَ الْحَافِظَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ : إِنَّهُ ذَكَرَ فِي الْإِكْلِيلِ أَنَّهَا فَوْقَ الْمِائَةِ . قَالَ الْعِرَاقِيُّ : وَلَمْ أَجِدْ هَذَا الْقَوْلَ لِأَحَدٍ سِوَاهُ . قَالَ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : لَعَلَّ الْحَاكِمَ أَرَادَ بِضَمِّ الْمَغَازِي إِلَيْهَا .
قُلْتُ : عِبَارَةُ الْحَاكِمِ كَمَا رَوَاهَا عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ بَعْدَ أَنْ رُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَرَايَاهُ كَانَتْ ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ . قَالَ الْحَاكِمُ : هَكَذَا كَتَبْنَاهُ . وَأَظُنُّهُ أَرَادَ السَّرَايَا دُونَ الْغَزَوَاتِ ، فَقَدْ ذَكَرْتُ فِي كِتَابِ الْإِكْلِيلِ عَلَى التَّرْتِيبِ بُعُوثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَرَايَاهُ زِيَادَةً عَلَى الْمِائَةِ . قَالَ : «وَأَخْبَرَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِنَا بِبُخَارَى أَنَّهُ قَرَأَ فِي كِتَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ السَّرَايَا وَالْبُعُوثَ دُونَ الْحُرُوبِ بِنَفْسِهِ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ» . انْتَهَى .
قَالَ فِي الْبِدَايَةِ : وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَحَمْلُهُ كَلَامَ قَتَادَةَ عَلَى مَا قَالَ ، فِيهِ نَظَرٌ فَقَدْ رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ [عَنْ أَزْهَرَ بْنِ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيِّ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ] عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَرَايَاهُ ثَلَاثٌ وَأَرْبَعُونَ : أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ بَعْثًا وَتِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً .
قُلْتُ : وَالَّذِي وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ السَّرَايَا وَالْبُعُوثِ لِغَيْرِ الزَّكَاةِ يَزِيدُ عَلَى السَّبْعِينَ .