الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وأما خبر أبي شجرة بن عبد العزى السلمي ، وهو ابن الخنساء ، فإنه كان قد ارتد فيمن ارتد من سليم ، وثبت بعضهم على الإسلام مع معن بن حاجز ، وكان أميرا لأبي بكر . فلما سار خالد إلى طليحة كتب إلى معن أن يلحقه فيمن معه على الإسلام من بني سليم ، فسار واستخلف على عمله أخاه طريفة بن حاجز . فقال أبو شجرة حين ارتد :


            صحا القلب عن مي هواه وأقصرا وطاوع فيها العاذلين فأبصرا     ألا أيها المدلي بكثرة قومه
            وحظك منهم أن تضام وتقهرا     سل الناس عنا كل يوم كريهة
            إذا ما التقينا دارعين وحسرا     ألسنا نعاطي ذا الطماح لجامه
            ونطعن في الهيجا إذا الموت أقفرا     فرويت رمحي من كتيبة خالد
            وإني لأرجو بعدها أن أعمرا



            ثم إن أبا شجرة أسلم ، فلما كان زمن عمر قدم المدينة فرأى عمر وهو يقسم في المساكين ، فقال : أعطني فإني ذو حاجة ، فقال : ومن أنت ؟ فقال : أنا أبو شجرة بن عبد العزى السلمي . قال : أي عدو الله ، لا والله ! ألست الذي تقول :


            فرويت رمحي من كتيبة خالد     وإني لأرجو بعدها أن أعمرا

            ؟

            وجعل يعلوه بالدرة في رأسه حتى سبقه عدوا إلى ناقته ، فركبها ولحق بقومه وقال :


            ضن علينا أبو حفص بنائله     وكل مختبط يوما له ورق

            في أبيات .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية