: شهد العقبة وبدرا . والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان
ركانة بن عبد العزيز بن هاشم ، وهو الذي صارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه ، وكان ركانة من أشد الناس ، وكان ركانة بن عبد العزيز بن هاشم بن المطلب القرشي له من المعجزات ، فعن الزبير بن بكار ، قال : صرع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان ركانة بن عبد يزيد أشد الناس ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ، إن صرعتني آمنت بك ، فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أشهد أنك ساحر ، أسلم عام الفتح ، وقيل : قبل ذلك بمكة لما صرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالله أعلم .
صفوان بن أمية بن خلف ، أبو وهب القرشي ، أحد الرؤساء ، تقدم أنه هرب يوم الفتح ، ثم جاء فأسلم وحسن إسلامه فعن عبد الله بن الزبير ، قال : صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة لما كان يوم الفتح هرب صفوان بن أمية بن خلف حتى أتى الشعبية ، فقال عمير بن وهب اللخمي : يا رسول الله ، إن سيد قومي خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر ، وخاف ألا تؤمنه ، فأمنه فداك أبي وأمي ، قال : قد أمنته . فخرج عمير بن وهب في أثره فأدركه ، فقال : جئتك من عند أبر الناس وأوصل الناس ، وقد أمنك ، فقال : لا والله حتى تأتيني منه بعلامة أعرفها ، فرجع عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فقال :
"خذ عمامتي " ، وهو البرد الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة معتجرا به برد حبرة ، فخرج عمير فأعطاه البرد فعرفه فرجع معه ، وانتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس العصر ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ صفوان بن أمية : يا محمد ، إن عمير بن وهب جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك ، فإن رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين ، قال : "انزل أبا وهب " قال : لا والله حتى يتبين لي ، قال : لك تسير أربعة أشهر ، فنزل صفوان ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هوازن ، وخرج معه صفوان واستعاره رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحا ، فأعاره مائة درع بأداتها ، وشهد معه حنين والطائف وهو كافر ، ثم رجع الجعرانة ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم ينظر إليها ومعه صفوان جعل صفوان ينظر إلى شعب ملاء نعم وشاء ورعاء ، فأدام إليه النظر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه ، فقال : أبا وهب ، يعجبك هذا الشعب ، قال : نعم ، قال : هو لك وما فيه ، فقال صفوان عند ذلك : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأسلم مكانه وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا مع المؤلفة قلوبهم من غنائم حنين خمسين بعيرا . قال محمد بن عمر : لم يزل صفوان صحيح الإسلام ، ولم يبلغنا أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ولا بعده ، ولم يزل مقيما بمكة إلى أن مات بها في أول خلافة معاوية . عثمان بن طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار العبدري الحجبي ، أسلم هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص في أول سنة ثمان قبل الفتح . وقد روى الواقدي حديثا طويلا عنه في صفة إسلامه . عثمان بن طلحة بن أبي طلحة : عثمان بن طلحة
لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة ودعاني إلى الإسلام ، فقلت : يا محمد ، العجب لك حيث تطمع أن أتبعك وقد خالفت دين قومك وجئت بدين محدث ، وفرقت جماعتهم ، فانصرف ، وكنا نفتح الكعبة في الجاهلية يوم الاثنين والخميس ، فأقبل يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس ، فغلظت له ونلت منه ، وحلم عني ، ثم قال : "يا عثمان ، لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت " ، فقلت له : لقد هلكت قريش يومئذ وذلت ، قال : "بل عزت " . ودخل الكعبة ، فوقعت كلمته مني موقعا ظننت أن الأمر سيصير إلى ما قال ، فأردت الإسلام ، فإذا قومي يزئروني زئرا شديدا ، فلما هاجر جعلت قريش تشفق من رجوعه عليها ، فهم على ما هم عليه حتى جاء إلى بدر ، فخرجت فيمن خرج ، وشهدت المشاهد كلها معهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة غير الله قلبي ودخلني الإسلام ، وجعلت أفكر فيما نحن عليه وما نعبد من حجر لا يسمع ولا يبصر ، وأنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وظلف أنفسهم عن الدنيا ، فيقع ذلك مني ، ولم يعزم ، إلى أن آتيه حتى انصرف إلى المدينة راجعا ، ثم عزم لي على الخروج إليه ، فأدلجت ، فألقى خالد بن الوليد فاصطحبنا حتى نزلنا الهدة ، فما شعرنا إلا بعمرو بن العاص فانقمعنا منه وانقمع منا ، ثم قال : أين يريد الرجلان ؟ فأخبرناه ، فقال : وأنا أريد الذي تريدان ، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام وأقمت معه حتى دخلت معه في غزوة الفتح ودخل مكة وقال لي : "يا عثمان ، ائت بالمفتاح " فأتيت به ، فأخذه مني ثم دفعه إلي ، فقال : "خذها تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم " عام القضية . قال محمد بن عمر : وكان قدوم عثمان المدينة في صفر سنة ثمان ، ولم يزل مقيما بالمدينة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجع إلى مكة ، فنزلها حتى مات بها في أول خلافة معاوية . عمرو بن الأسود العنسي قال : كان من العباد الزهاد ، وكانت له حلة بمائتي درهم يلبسها إذا قام إلى صلاة الليل ، وكان إذا خرج إلى المسجد وضع يمينه على شماله مخافة الخيلاء ، روى عن معاذ ، وعبادة بن الصامت ، والعرباض بن سارية وغيرهم . عمرو بن الأسود العنسي
وقال أحمد في " الزهد " : بسنده عن حكيم بن عمير وضمرة بن حبيب قالا : قال عمر بن الخطاب : من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود .
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى : عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى
أمها أم كرز بنت الحضرمي ، أسلمت وبايعت وهاجرت ، فتزوجها عبد الله بن أبي بكر وجعل لها بعض أرضيه على ألا تتزوج بعده ، فلما توفي بعث إليها عمر وقال : إنك قد حرمت على نفسك ما أحل الله لك ، فردي المال وتزوجي ، فتزوجها عمر ، فأرسلت إليها عائشة أن ردي علينا أرضنا .
وعن عبد الله بن عاصم بن المنذر - يزيد أحدهما على صاحبه - قال :
تزوج عبد الله بن أبي بكر الصديق عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، وكانت حسناء ذات خلق بارع ، فشغلته عن مغازيه ، فأمره أبوه بطلاقها وقال : إنها قد شغلتك عن مغازيك ، فقال :
يقولون طلقها وخيم مكانها مقيما عليها الهم أحلام نائم وإن فراقي أهل بيت جمعتهم
على كره مني لإحدى العظائم
لم أر مثلي طلق العام مثلها ولا مثلها في غير جرم يطلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب وخلق سوي في الحياة مصدق
رزيت بخير الناس بعد نبيهم وبعد أبي بكر وما كان قصرا
وآليت لا تنفك عيني حزينة عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فلله عينا من رأى مثله فتى أكر وأحمى في الهياح وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
آليت لا تنفك عيني قريرة عليك ولا ينفك جلدي أصفرا