في هذه السنة سار الحكم بن عمرو إلى جبال الغور فغزا من بها ، وكانوا ارتدوا ، فأخذهم بالسيف عنوة وفتحها وأصاب منها مغانم كثيرة وسبايا ، ولما رجع الحكم من هذه الغزوة مات بمرو في قول بعضهم ، وكان الحكم قد قطع النهر في ولايته ولم يفتح . وكان أول المسلمين شرب من النهر مولى للحكم اغترف بترسه فشرب وناول الحكم فشرب وتوضأ وصلى ركعتين ، وكان أول المسلمين فعل ذلك ثم رجع . غزوة الغور مكيدة للمهلب
وكان المهلب مع الحكم بن عمرو بخراسان ، وغزا معه بعض جبال الترك فغنموا ، وأخذ الترك عليهم الشعاب والطرق ، فعيي الحكم بالأمر ، فولى المهلب الحرب ، فلم يزل يحتال حتى أسر عظيما من عظماء الترك ، فقال له : إما أن تخرجنا من هذا الضيق أو لأقتلنك . فقال له : أوقد النار ( حيال طريق ) من هذه الطرق وسير الأثقال نحوه فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما سواه من الطرق فبادرهم إلى طريق آخر فما يدركونكم حتى تخرجوا منه ، ففعل ذلك ، فسلم الناس بما معهم من الغنائم .