الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            إرادة معاوية نقل المنبر من المدينة وفي سنة خمسين أمر معاوية بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يحمل إلى الشام

            وقال : لا يترك هو وعصا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بالمدينة وهم قتلة عثمان ، وطلب العصا ، وهو عند سعد القرظ ، فأراد أن يأخذ العصا التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسكها في يده إذا خطب ، فيقف على المنبر وهو ممسكها ، فقال له أبو هريرة وجابر بن عبد الله : يا أمير المؤمنين ، نذكرك الله أن تفعل هذا ، فإن هذا لا يصلح أن تخرج المنبر من موضع وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن تخرج عصاه من المدينة . فحول ، فكسفت الشمس حتى رئيت النجوم بادية فأعظم الناس ذلك ، فقال : لم أرد حمله ، إنما خفت أن يكون قد أرض ، فنظرت إليه . ثم كساه . رواه الواقدي .

            وروي : أن عبد الملك بن مروان هم بالمنبر فقال له قبيصة : [أذكرك ] الله أن نفعل ، فإن معاوية حركه فكسفت الشمس ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حلف على منبري إثما فليتبوأ مقعده من النار " ، فتخرجه من المدينة وهو مقطع الحقوق بينهم [ بالمدينة ] ، فأقصر . فلما كان الوليد [وحج ] هم بذلك . فأرسل سعيد بن المسيب إلى عمر بن عبد العزيز ، فقال : كلم صاحبك يتق الله ولا يتعرض لسخطه ، فكلمه فأقصر . فلما حج سليمان بن عبد الملك أخبره عمر بن عبد العزيز بما كان من عبد الملك والوليد ، فقال : ما كنت أحب أن يذكر هذا عن عبد الملك ولا عن الوليد ، ما لنا ولهذا ، أخذنا الدنيا فهي في أيدينا ونريد أن نعمد إلى علم من أعلام الإسلام فنحمله ، هذا لا يصح .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية