الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ولاية سلم بن زياد على خراسان وسجستان

            ومما وقع من الحوادث في هذه السنة - أعني سنة إحدى وستين - بعد مقتل الحسين ففيها ولى يزيد بن معاوية سلم بن زياد سجستان وخراسان حين وفد عليه وله من العمر أربعة وعشرون سنة ، وعزل عنها أخويه عبادا وعبد الرحمن ، وسار سلم إلى عمله ، فجعل ينتخب الوجوه والفرسان ، ويحرض الناس على الجهاد ، ثم خرج في جحفل عظيم ليغزو بلاد الترك ومعه امرأته أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص ، فكانت أول امرأة من العرب قطع بها النهر ، وولدت هناك ولدا أسموه صغديا ، وبعثت إليها امرأة صاحب الصغد بتاجها من ذهب ولآلئ ، وكان المسلمون قبل ذلك لا يشتون في تلك البلاد ، فشتى بها سلم بن زياد ، وبعث المهلب بن أبي صفرة إلى تلك المدينة التي هي للترك ، وهي خوارزم ، فحاصرهم حتى صالحوه على نيف وعشرين ألف ألف ، وكان يأخذ منهم عروضا عوضا ، فيأخذ الشيء بنصف قيمته ، فبلغت قيمة ما أخذ منهم خمسين ألف ألف ، فحظي بذلك المهلب عند سلم بن زياد ثم بعث من ذلك ما اصطفاه ليزيد بن معاوية مع مرزبان ، ومعه وفد ، وصالح سلم أهل سمرقند في هذه الغزوة على مال جزيل . ووجه جيشا إلى خجندة فيهم أعشى همدان فهزموا ، فقال الأعشى :


            ليت خيلي يوم الخجندة لم ته زم وغودرت في المكر سليبا     تحضر الطير مصرعي وتروح
            ت إلى الله بالدماء خضيبا

            التالي السابق


            الخدمات العلمية