وفي سنة إحدى وتسعين ولى الوليد خالد بن عبد القسري مكة .
فلم يزل واليا إلى أن مات الوليد ، فلما ولي مكة خطبهم وعظم أمر الخلافة وحثهم على الطاعة ، فقال : لو أني أعلم أن هذه الوحش التي تأمن في الحرم لو نطقت لم تقر بالطاعة لأخرجتها منه ، فعليكم بالطاعة ولزوم الجماعة ، فإني والله لا أوتى بأحد يطعن على إمامه إلا صلبته في الحرم ، إني لا أرى فيما كتب به الخليفة أو رآه إلا إمضاءه . واشتد عليهم . وعن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي حبيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال: سمعت خالد بن [عبد الله] القسري يخطب الناس فقال:
من كان منكم يريد أن يضحي فلينطلق فليضح فبارك الله له في أضحيته ، فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا ، فسبحان الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ، ثم نزل فذبحه .