وفي سنة تسع وتسعين عزل عمر يزيد بن المهلب عن إمرة العراق ، وبعث عدي بن أرطاة الفزاري على إمرة البصرة ، فاستقضى عليها الحسن البصري ، فاستعفاه فأعفاه ، واستقضى مكانه إياس بن معاوية الذكي المشهور ، وبعث على إمرة الكوفة وأرضها عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وضم إليه أبا الزناد كاتبا بين يديه ، واستقضى عليها عامرا الشعبي . قال الواقدي : فلم يزل قاضيا عليها مدة خلافة عمر بن عبد العزيز
وجعل على إمرة خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ، وكان نائب مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، وعلى إمرة المدينة أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وهو الذي حج بالناس في هذه السنة . وعزل عن إمرة مصر عبد الملك بن رفاعة وولى عليها أيوب بن شرحبيل وجعل الفتيا إلى جعفر بن ربيعة ، ويزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر ، فهؤلاء الذين كانوا يفتون الناس ، واستعمل على إفريقية وبلاد المغرب إسماعيل بن عبد الله المخزومي ، وكان حسن السيرة وأسلم في ولايته على بلاد المغرب خلق كثير من البربر . والله سبحانه وتعالى أعلم .