بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك، سلام عليك؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد: فإني كتبت وأنا دنف من وجعي، وقد علمت أني مسئول عما وليت، يحاسبني عليه مليك الدنيا والآخرة، ولست أستطيع أن أخفي عليه من عملي شيئا، فإن يرض عني... فقد أفلحت ونجوت من الهوان الطويل، وإن سخط علي... فيا ويح نفسي إلام أصير؟!
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يجيرني من النار برحمته، وأن يمن علي برضوانه والجنة، فعليك بتقوى الله، الرعية الرعية، فإنك لن تبقى بعدي إلا قليلا والسلام). وعن عبيد الله بن عمرو الفهري ، قال:
لما توفي عمر بن عبد العزيز ، قال يزيد بن عبد الملك : ما جعل عمر بن عبد العزيز لربه أرجى مني ، فتنسك وأقام أربعين يوما لا تفوته صلاة في جماعة ، فقدم الأحوص فأرسلت له حبابة أنه ليس لي ولا لك عنده شيء ما دام على هذه الحال فقل أبياتا أغنيها له عسى أن يترك ما هو عليه من النسك ، فقال الأحوص:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا فقد غلب المحزون أن يتجلدا إذا كنت عزيفا عن اللهو والصبا
فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا فما العيش إلا ما يلذ ويشتهى
وإن لام فيه ذو الشنان وفندا