وممن توفي في سنة اثنتى عشرة ومائة من الأعيان : رجاء بن حيوة 
رجاء بن حيوة الكندي 
 أبو المقدام ويقال : أبو نصر . وهو تابعي جليل ، كبير القدر ثقة فاضل عادل ، وزير صدق لخلفاء بني أمية وكان مكحول إذا سئل يقول : سلوا شيخنا وسيدنا رجاء بن حيوة . وقد أثنى عليه غير واحد من الأئمة ، ووثقوه في الرواية ، وله روايات وكلام حسن ، رحمه الله . 
شهر بن حوشب الأشعري الحمصي شهر بن حوشب الأشعري الحمصي  ، 
ويقال : إنه دمشقي . تابعي جليل ، روى عن مولاته أسماء بنت يزيد بن السكن وغيرها ، وحدث عنه جماعة من ثقات التابعين وغيرهم ، وكان عالما عابدا ناسكا ، لكن تكلم فيه جماعة بسبب أخذه خريطة من بيت المال بغير إذن ولي الأمر ، فعابوه ونزكوا عرضه ، وتركوا حديثه ، وأنشدوا فيه الشعر ، منهم شعبة وغيره . ويقال : إنه سرق غيرها . فالله أعلم . وقد وثقه جماعات آخرون وقبلوا روايته وأثنوا عليه وعلى عبادته ودينه واجتهاده ، وقالوا : لا يقدح في روايته ما أخذه من بيت المال  إن صح عنه . وقد كان واليا عليه متصرفا فيه . فالله أعلم . 
قال الواقدي : توفي شهر في هذه السنة . أعني سنة اثنتي عشرة ومائة . وقيل : قبلها بسنة . وقيل : سنة مائة . فالله أعلم . طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب ، أبو عبد الله   : 
سمع من أنس بن مالك ، وابن أبي أوفى ، وابن الزبير . وكان قارئ أهل الكوفة يقرءون عليه القرآن ، فلما رأى كثرتهم عليه كره ذلك لنفسه ، فمشى إلى الأعمش فقرأ عليه ، فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة . وكان ثقة صالحا عابدا . 
عن ابن أبي غنية ، قال: حدثني شيخ ، عن جدته قالت: 
أرسل إلي طلحة بن مصرف : إني أريد أن أوتد في حائطك وتدا ، فأرسلت إليه: 
نعم ، قالت: ودخلت خادمتنا منزل طلحة تقتبس نارا وطلحة يصلي ، فقالت لها امرأته: 
مكانك يا فلانة حتى نشوي لأبي محمد هذا القديد على قضيبك يفطر عليه . فلما قضى الصلاة قال: ما صنعت لا أذوقه حتى ترسلي إلى سيدتها ، لحبسك إياها وشواك على قضيبها . 
قال أبو نعيم : بسنده عن عبد الصمد بن يزيد ، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: 
بلغني عن طلحة أنه ضحك يوما فوثب على نفسه ، فقال: فيم الضحك ، إنما يضحك من قطع الأهوال ، وجاز الصراط . ثم قال: آليت ألا أفتر ضاحكا حتى أعلم بم تقع الواقعة ، فما رئي ضاحكا حتى صار إلى الله عز وجل . 
أخبرنا محمد بن [أبي] القاسم بإسناد له ، قال عبد الملك بن هانئ : خطب زيد إلى طلحة ابنته ، فقال: إنها قبيحة ، قال: قد رضيت بها ، قال: إن بعقبها أثرا ، قال: قد رضيت . 
قال أبو نعيم : بسنده عن محمد بن فضيل ، عن أبيه ، قال: 
دخلنا على طلحة بن مصرف نعوده ، فقال له أبو كعب: شفاك الله ، قال: 
أستجير الله . 
قال أبو سعيد : وعن ليث ، قال: حدثت طلحة في مرضه الذي مات فيه أن طاووسا كان يكره الأنين ، قال: فما سمع طلحة يئن حتى مات . 
المغيرة بن حكيم الصنعاني المغيرة بن حكيم الصنعاني : 
من الأنبار ، روى عن ابن عمر ، وأبي هريرة . 
عن عبد الله بن إبراهيم ، قال: أخبرني أبي ، قال: 
سافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرة حافيا محرما صائما ، لا يترك صلاة السحر في سفره ، إذا كان السحر نزل فصلى ويمضي أصحابه ، فإذا صلى الصبح لحق متى ما لحق . 
قال عبد الله بن إبراهيم : وأخبرني هشام بن يوسف ، قال: سمعت إبراهيم بن عمر يقول: 
كان جزء المغيرة بن حكيم في يومه وليلته القرآن كله ، يقرأ في صلاة الصبح من البقرة إلى هود ، ويقرأ قبل الزوال إلى أن يصلي العصر من هود إلى الحج ، ثم يختم . 
وعبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي ، ومات أبوه وأمه حامل به ، فكل ما يروونه عن أبيه فهو منقطع . 
				
						
						
