يكنى أبا بكر ، مولى لعنزة ، واسم أبي تميمة كيسان: أيوب بن أبي تميمة السختياني ،
كان ثقة ثبتا ورعا يستر حاله ، وكان النساك حينئذ يشمرون ثيابهم ، وكان في ذيله بعض الطول ، وحج أربعين حجة . وكان الحسن يقول: سيد شباب أهل البصرة أيوب ، وكان سفيان بن عيينة قد لقي ستة وثمانين من التابعين ، وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب .
وعن وهب بن جابر ، قال: قال أيوب السختياني: إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل .
وقال: حماد بن زيد ، : كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق ، فيلتفت فيمتخط ويقول: ما أشد الزكام!
وقال: بشر بن الحارث : دخل بديل على أيوب السختياني وقد مد على فراشه سبنية حمراء يدفع الرياء ، فقال له بديل: ما هذا؟ فقال أيوب: هذا خير من هذا الصوف الذي عليك .
وقال: عبد الواحد بن زيد ، : كنت مع أيوب على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي ، فقال: ما الذي أرى بك؟ قلت: العطش قد خفت على نفسي ، قال: تستر علي؟ قلت: نعم ، فاستحلفني ، فحلفت له ألا أخبر أحدا عنه ما دام حيا ، قال: فغمز برجله على حراء فنبع الماء حتى رويت وحملت معي من الماء ، قال: فما حدثت به حتى مات .
قال عبد الواحد: فأتيت موسى الأسواري فذكرت ذلك له فقال: ما بهذه البلدة أفضل من الحسن وأيوب . توفي في هذه السنة وهو ابن ثلاث وستين . إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس:
أمه أم ولد ، وهو الذي يقال له الإمام ، أوصى إليه أبوه ، وانتشرت دعوته في خراسان كلها .
وكان شيعته يختلفون إليه ، ويكاتبونه من خراسان . ووجه بأبي مسلم إلى خراسان واليا على شيعته ودعاته ، فتجرد أبو مسلم لمحاربة عمال بني أمية ، وقوي أمره ، وأظهر لبس السواد ، وغلب على البلاد يدعو إلى الإمام ويعمل بما يرد عليه من مكاتباته من غير أن يظهر للناس اسمه إلا لمن كان من الدعاة والشيعة إلى أن ظهر اسمه وانكشف ، فعلم بالحالة مروان بن محمد ، فأخذ إبراهيم فحبسه فمات في حبسه بأرض الشام وهو ابن ثمان وأربعين سنة . وقيل: إنه هدم عليه بيتا . وقيل: سقي لبنا فأصبح ميتا . عبد الله بن ذكوان ، أبو الزناد ، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة:
وذكر أن أباه [هو] أخو أبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الشعبي: كفلتني وأبا الزناد فاطمة بنت عثمان ، فلم يزل يعلو وأسفل حتى بلغنا ما ترى . مات أبو الزناد فجأة بالحجاز في مغتسله لثلاث عشرة ليلة بقيت من رمضان ، وله ست وستون سنة . فرقد بن يعقوب السبخي ، يكنى أبا يعقوب:
أسند عن أنس ، وكان يضعف في الحديث؛ لأنه كان زاهدا متعبدا .
قال: جعفر ، سمعت السبخي يقول: اتخذوا الدنيا ظئرا ، واتخذوا الآخرة أما ، ألم تروا إلى الصبي يلقي نفسه على الظئر فإذا ترعرع وعرف والدته ترك ظئره وألقى نفسه على والدته ، وإن الآخرة توشك أن تجيركم . مولى عبد الله بن أبي عقيل الثقفي: منصور بن زاذان
روى عن الحسن ، وابن سيرين ، وأرسل الحديث عن الحسن ، وكان كثير التعبد والبكاء ، يختم القرآن كل يوم وليلة ختمتين ، ويبكي ويمسح عينيه بعمامته ، ويخلها كورا كورا فيمسح بها ، فإذا ابتلت وضعها بين يديه .
وقيل له: ألا تخرج بنا إلى الصحراء ، فقال: ينكسر الروزحاء .
قال: هشيم : مكث منصور بن زاذان يصلي الفجر بوضوء العشاء عشرين سنة .
وقال: أيضا: لو قيل لمنصور بن زاذان إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل ، وذلك أنه كان يخرج فيصلي الغداة في جماعة ، ثم يجلس فيسبح حتى تطلع الشمس ، ثم يصلي إلى الزوال ، ثم يصلي الظهر ، ثم يصلي العصر ، ثم يجلس فيسبح إلى المغرب ، ثم يصلي المغرب ، ثم يصلي العشاء ، ثم ينصرف إلى بيته ، فيكتب عنه في ذلك الوقت .
توفي في هذه السنة ، وقيل: سنة ثمان وعشرين ، وقيل: في سنة تسع وعشرين .
نصر بن سيار ، أمير خراسان :
ولي الولايات ، وروى عنه عكرمة ، وأسند الحديث ، وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من هذه السنة ، وهو ابن خمس وثمانين سنة . واصل بن عطاء ، أبو حذيفة الغزالي ، مولى بني ضبة ، وقيل: مولى بني مخزوم ، وقيل: مولى بني هاشم:
ولد سنة ثمانين ، وكان يجالس الغزالين ، فقيل له: الغزالي ، كان من رؤساء المعتزلة ، وكان لا يقيم الراء ، وكان يجتنبها في كلامه . . وفيها قتل أبو مسلم الخراساني جبلة بن أبي رواد العتكي مولاهم أخا عبد العزيز بن داود ويكنى أبا مروان . توفي منصور بن المعدر السلمي أبو عتاب الكوفي