أرسل سفيان بن معاوية إلى سلم يأمره بالتحول من دار الإمارة ، ويعلمه ما أتاه من رأي أبي سلمة ، وامتنع وجمع معه قيسا ومضر ومن بالبصرة من بني أمية ، وجمع سفيان جميع اليمانية وحلفاءهم من ربيعة وغيرهم ، وأتاهم قائد من قواد ابن هبيرة كان بعثه مددا لسلم في ألفي رجل من كلب ، فأتى سلم سوق الإبل ووجه الخيول في سكك البصرة ونادى : من جاء برأس فله خمسمائة ، ومن جاء بأسير فله ألف درهم .
ومضى معاوية بن سفيان بن معاوية في ربيعة وخاصته ، فلقيه خيل تميم ، فقتل معاوية وأتي برأسه إلى سلم ، فأعطى قاتله عشرة آلاف ، وانكسر سفيان بقتل ابنه فانهزم ، وقدم على سلم بعد ذلك أربعة آلاف من عند مروان ، فأرادوا نهب من بقي من الأزد ، فقاتلهم قتالا شديدا ، وكثرت القتلى بينهم ، وانهزمت الأزد ، ونهبت دورهم ، وسبيت نساؤهم ، وهدموا البيوت ثلاثة أيام .
ولم يزل سلم بالبصرة حتى أتاه قتل ابن هبيرة ، فشخص عنها ، واجتمع من بالبصرة من ولد الحارث بن عبد المطلب إلى محمد بن جعفر فولوه أمرهم ، فوليهم أياما يسيرة حتى قدم البصرة أبو مالك عبد الله بن أسيد الخزاعي من قبل أبي مسلم . فلما قدم أبو العباس ولاها سفيان بن معاوية .
وكان حرب سفيان وسلم بالبصرة في صفر .
وفيها عزل مروان عن المدينة الوليد بن عروة واستعمل أخاه يوسف بن عروة في شهر ربيع الأول .