وفي سنة إحدى وثمانين ومائة . فقال في ذلك مروان بن أبي حفصة : غزا الرشيد أرض الروم ، فافتتح حصن الصفصاف
إن أمير المؤمنين المصطفى قد ترك الصفصاف قاعا صفصفا
وفيها غزا عبد الملك بن صالح أرض الروم ، فبلغ أنقرة ، وافتتح مطمورة . وفيها تغلبت المحمرة على جرجان .
وفيها أمر الرشيد أن يكتب في صدور الرسائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الثناء على الله عز وجل .
وفيها حج بالناس الرشيد وتعجل في النفر ، وسأله يحيى بن خالد أن يعفيه من الولاية ، فأعفاه وأقام يحيى بمكة . وفي هذه السنة كان الفداء بين الروم والمسلمين ، وهو أول فداء كان أيام بني العباس ، وكان القاسم بن الرشيد هو المتولي له ، ( وكان الملك نقفور ) ، ( ففرح بذلك الناس ) ، ففودي بكل أسير في بلاد الروم ، وكان الفداء باللامس ، على جانب البحر ، بينه وبين طرسوس اثنا عشر فرسخا ، وحضر ثلاثون ألفا من المرتزقة مع أبي سليمان ، فخرج الخادم ، متولي طرسوس ، وخلق كثير من أهل الثغور ، وغيرهم من العلماء والأعيان ، وكان عدة الأسرى ثلاثة آلاف وسبعمائة ، وقيل أكثر من ذلك .