1088 - إسحاق بن سليمان ، أبو يحيى العبدي الكوفي . مولى لعبد القيس .
سمع من مالك ، والثوري ، وغيرهما . روى عنه : قتيبة ، وأبو كريب ، وكان ثقة .
انتقل إلى الري فسكنها ، ونسب إليها ، وكان ثقة صالحا ورعا ظاهر الخشوع ، كثير البكاء ، وقدم بغداد في هذه السنة فحدث بها ، فسمع أحمد بن حنبل ، ثم رجع إلى الري فمات بها .
1089 - . أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة ، أبو محمد القرشي ، مولى السائب بن يزيد
من أهل الكوفة ، ولد سنة خمس ومائة . سمع أبا إسحاق الشيباني ، والأعمش ، والثوري ، وغيرهم روى عنه : قتيبة ، وأحمد بن حنبل .
قال يحيى : هو ثقة ، والكوفيون يضعفونه . وتوفي في هذه السنة . وقيل : أول سنة مائتين .
1090 - . الحكم بن عبد الله بن مسلمة بن عبد الرحمن بن مطيع البلخي
حدث عن هشام بن حسان ، وبكر بن حبيش ، ومالك ، وسفيان . روى عنه :
أحمد بن منيع ، وكان من أهل الرأي . وولي قضاء بلخ .
قال يحيى : وهو ضعيف ، وليس بشيء .
وقال أحمد بن حنبل - وقد سئل عنه - : لا ينبغي أن يروى عنه ، خلوا عنه ، إنه قال : الجنة والنار خلقتا وستفنيان ، وهذا كلام جهم ، لا يروى عنه شيء .
وقال أبو داود : تركوا حديثه ، كان جهميا ، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة .
1091 - . سليمان بن أبي جعفر المنصور ، يكنى أبا أيوب
حدث عن أبيه ، وإليه ينسب درب سليمان ببغداد .
توفي في هذه السنة في صفر وهو ابن خمسين سنة .
قال عبيد الله الشروي قهرمان سليمان بن أبي جعفر : دخل هارون الرشيد على سليمان بن أبي جعفر وكان عليلا ، فرأى جارية تسمى ضعيفة ، في غاية الحسن والجمال والشكل [فوقعت بقلبه ] فقال [هارون ] : هبها لي . فقال : هي لك يا أمير المؤمنين . فلما أخذها مرض سليمان من شدة حبه لها ، فقال :
أشكو إلى ذي العرش ما لاقيت من أمر الخليفة يسع البرية عدله
ويريد ظلمي في ضعيفة علق الفؤاد بحبها كالبحر
يعلق بالصحيفة
1092 - . شعيب بن الليث ، أبو عبد الملك
ولد سنة خمس وثلاثين ومائة . روى عن أبيه وغيره . وتوفي في هذه السنة .
1093 - . علي بن بكار ، أبو الحسن البصري
كان فقيها متعبدا كثير البكاء .
قال موسى بن طريف : كانت الجارية تفرش لعلي بن بكار الفراش فيلمه بيده ويقول : والله إنك لطيب ، والله إنك لبارد ، لا علوتك الليلة . فكان يصلي الغداة لوضوء العتمة .
[قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: ] أسند علي عن هشام بن حسان ، وأبي إسحاق الفزاري في آخرين ، وصحب إبراهيم بن أدهم .
وبلغنا عنه أنه طعن في بعض مغازيه ، فخرجت أمعاؤه على قربوس سرجه ، فردها إلى بطنه ، وشدها بالعمامة ، وقاتل حتى قتل ثلاثة عشر علجا .
وتوفي بالمصيصة في هذه السنة .
1094 - . عامر بن حمزة ، مولى بني هاشم
وهو من ولد عكرمة مولى ابن عباس . وقيل : هو عمارة بن حمزة بن مالك بن يزيد بن عبد الله ، مولى العباس بن عبد المطلب .
كان أحد الكتاب البلغاء ، وكان أتيه الناس حتى ضرب بتيهه المثل ، فقيل : "أتيه من عمارة" .
وكان جوادا ، وإليه تنسب دار عمارة ببغداد .
قال إبراهيم بن داود : استأذن قوم على عمارة بن حمزة ليشفعوا إليه في بر قوم أصابتهم حاجة ، وكان قد قام من مجلسه فأخبره حاجبه بحاجتهم ، فأمر لهم بمائة ألف درهم ، فاجتمعوا ليدخلوا عليه في الشكر له ، فقال له حاجبه ، فقال :
أقرئهم السلام وقل لهم إني رفعت عنكم ذل المسألة ، فلا أحملكم مئونة الشكر .
قال عبد الله بن أيوب المكي قال : بعث أبو أيوب المكي بعض ولده إلى عمارة بن حمزة ، فأدخله الحاجب . قال : ثم أدناني إلى ستر مسبل ، فقال : ادخل . فدخلت فإذا هو مضطجع محول وجهه إلى الحائط فقال لي الحاجب : سلم . فسلمت ، فلم يرد علي . فقال الحاجب اذكر حاجتك فقلت : لعله نائم قال : لا اذكر حاجتك ، فقلت له : جعلني الله فداك أخوك يقرئك السلام ويذكر دينا ويقول : بهظني وستر وجهي ، ولولاه لكنت مكان رسولي تسأل أمير المؤمنين قضاءه .
فقال : وكم دين أبيك ؟ قلت : ثلاثمائة ألف . فقال : وفي مثل هذا أكلم أمير المؤمنين ! ؟ يا غلام احملها معه . وما التفت إلي ولا كلمني بغير هذا .
قال ابن سعيد : وحدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي قال : حدثني محمد بن سلامة قال : حدثنا الفضل بن الربيع قال : كان أبي يأمرني بملازمة عمارة بن حمزة قال : فاعتل عمارة ، وكان المهدي سيئ الرأي فيه فقال له أبي يوما : يا أمير المؤمنين ، مولاك عمارة عليل ، وقد أفضى الأمر منه إلى بيع فرشه وكسوته ، فقال : غفلت عنه وما كنت أظن أنه بلغ هذه الحال ، احمل إليه خمسمائة ألف درهم يا ربيع وأعلمه أن له عندي بعدها ما يحب . قال : فحملها أبي من ساعته وقال :
اذهب بها إلى عمك وقل له : أخوك يقرئك السلام ويقول : أذكرت أمير المؤمنين أمرك ، فاعتذر من غفلته عنك ، وأمر لك بهذه الدراهم وقال : لك عندي بعدها ما تحب .
قال : فأتيته ووجهه إلى الحائط ، فسلمت ، فقال لي : من أنت ؟ فقلت : ابن أخيك الفضل بن الربيع . فقال : مرحبا بك . فأبلغته الرسالة ، فقال : قد كان طال لزومك لنا وقد كنا نحب أن نكافئك على ذلك ، ولم يمكنا قبل هذا الوقت انصرف بها ، فهي لك .
قال : فهبته أن أرد عليه ، فتركت البغال على بابه وانصرفت إلى أبي فأعلمته الخبر فقال :
يا بني ، خذها بارك الله لك ، عمارة ليس ممن يراد ، فكانت أول مال ملكته .
1095 - . هشام بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج ، أبو طالب التجيبي
سمع مالك بن أنس ، وجالس ابن وهب ، وكان كريما جوادا . وولي إمرة برقة من أرض مصر ، وولي شرطة فسطاط مصر .
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة .
1096 - . يوسف بن أسباط ، أبو محمد
من قرية يقال لها : سيح . كان يقول : إن أسباط يقول : أشتهي [أن ] أموت ، وما ملكي درهم ولا على عظمي لحم ، ولا علي دين . فرزق ذلك ، فأعد في مرضه شيئا بعشرة دراهم ، فعزل منها درهما لحنوطه ، وأنفق الباقي ومات .
قال الربيع بن نافع : سمعت من يوسف بن أسباط حرفا في الورع ما سمعت أحسن منه . قلت له يوما وقد اتخذ كواير نحل : لو اتخذت حماما . فقال : النحل أحب إلي من الحمام ، الحمام يدخل الغريب [فيهم ] ، والنحل لا تدخل الغريب فيها ، فمن ذاك اتخذت النحل .