ذكر محاربة بني خفاجة وهزيمتهم
في هذه السنة في رجب قصد بنو خفاجة الجامعين وأعمال نور الدولة دبيس ، ونهبوا وفتكوا في أهل تلك الأعمال ، وكان نور الدولة شرقي الفرات ، وخفاجة غربيها ، فأرسل نور الدولة إلى البساسيري يستنجده ، فسار إليه ، فلما وصل عبر الفرات من ساعته ، وقاتل خفاجة وأجلاهم عن الجامعين ، فانهزموا منه ودخلوا البر ، فلم يتبعهم وعاد عنهم ، فرجعوا إلى الفساد ، فاستعد لسلوك البر خلفهم أين قصدوا ، وعطف نحوهم قاصدا حربهم ، فدخلوا البر أيضا ، فتبعهم فلحقهم بخفان ، وهو حصن بالبر ، فأوقع بهم ، ( وقتل منهم ) ونهب أموالهم وجمالهم وعبيدهم وإماءهم ، وشردهم كل مشرد ، وحصر خفان ففتحه وخربه ، وأراد تخريب القائم به ، وهو بناء من آجر وكلس ، وصانع عنه صاحبه ربيعة بن مطاع بمال بذله ، فتركه وعاد إلى البلاد .
وهذا القائم قيل : إنه كان علما يهتدي به السفن لما كان البحر يجيء إلى النجف . ودخل بغداذ ومعه خمسة وعشرون رجلا من خفاجة عليهم البرانس ، وقد شدهم بالحبال إلى الجمال ، وقتل منهم جماعة ، وصلب جماعة ، وتوجه إلى حربى فحصرها ، وقرر على أهلها تسعة آلاف دينار ، وأمنهم .