ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ، فقتل كثيرا منهم ، وأسر كثيرا ، وفيها اصطلح الخليفة وأتابك زنكي وفيها في ربيع الأول عزل شرف الدين أنوشروان بن خالد عن وزارة الخليفة وفيها سير المسترشد عسكرا إلى تكريت فحصروا مجاهد الدين بهروز فصانع عنها بمال فعادوا عنه . وفيها اجتمع جمع من العساكر السنجرية مع الأمير أرغش ، وحصروا قلعة كردكوه بخراسان ، وهي للإسماعيلية ، وضيقوا على أهلها ، وطال حصرها ، وعدمت عندهم الأقوات ، فأصاب أهلها تشنج ، وكزاز ، وعجز كثير منهم عن القيام فضلا عن القتال ، فلما ظهرت أمارات الفتح رحل الأمير أرغش ، فقيل : إنهم حملوا إليه مالا كثيرا ، وأعلاقا نفيسة ، فرحل عنهم . ومن الحوادث فيها: أوقع الدانشمند صاحب ملطية بالفرنج الذين بالشام
أنه في المحرم قتل رجل يقال (له علي الحمامي زوجته لأمر اتهمها به وهرب . فركب بالخلع فحضر الديوان فقرئ عليه منشور ونثر عليه دنانير . وخلع على إقبال الخادم خلع الملوك ، ولقب ملك العرب سيف الدولة ،
ووقع الاتفاق مع زنكي بن آقسنقر ، ووصلت رسله بالحمل والهدايا . من غير أن يؤذي بسبب بل نزل في سفينة بعد العتمة وصعد إلى داره بالحريم ، وأعيد إليها أبو القاسم بن طراد . وقبض على نظر الخادم وحبس في سرداب واستصفيت أمواله . وفي ربيع الأول من هذه السنة: وعزل أنوشروان بن خالد عن الوزارة وزيد في مركب الفرس طوقا وأعطى ثلاثة عشر عملا كوسات وأعماما ومهدا وركب إلى الديوان . وفي جمادى الأولى: بعث القاضي الهيتي رسولا إلى زنكي إلى الموصل ، وعاد في جمادى الآخرة وبين يديه فرس ومركب ذهب خلعه عليه زنكي . خلع على الوزير ابن طراد خلع الوزارة
وقدم رسول سنجر فخلع عليه وهيئت خلع لسنجر بمائة ألف ونيف وعشرين ألف دينار ، فرحل بها ابن الأنباري مع رسول سنجر في جمادى الآخرة ، ثم ، فأبى ، فبعث إليه عسكرا فحاصره ووقع القتال في أول شعبان ، ثم صانع بإنفاذ مال . وفي هذه الأيام حبس محمود المولد في ممطورة ، واتهم بأنه يكتب ملطفات . بعث المسترشد إلى بهروز الخادم إلى القلعة يقول له: أنت مقيم ومعك الأموال ، فينبغي أن تعطينا منها شيئا نفرقه على العسكر ، وهو من أكابر الأتراك ، وخلع الخليفة على جميع الأمراء ثم عرض العسكر يوم عيد الفطر ونودي: لا يختلط بالعساكر أحد من العوام ، ومن ركب بغلا أو حمارا في هذا اليوم أبيح دمه فما تجاسر أحد أن يفعل ذلك ، وخرج الوزير شرف الدين وصاحب المخزن وقاضي القضاة ونقيب النقباء وأرباب الدولة في زي لم ير مثله من الخيل المجفجفة ، والعسكر اللابس والعدة الحسنة ، وكل أمير يقبل في أصحابه بخلعة الخليفة فكان العسكر خمسة عشر ألف فارس سوى من كان غائبا عن البلد ، ولم ير عيد خرج فيه أرباب المناصب إلا هذا . وفي حادي عشر شوال: وقدم البقش السلاحي طالبا للخدمة مع المسترشد فتلف مال لا يحصى ، وسببه أن الخاني طبخ فعلقت النار بشيء وهو لا يعلم ، فلما علم ظن أنه لا يقدر على إطفائه فلم يفتح الباب لأحد فاستوعب النار الكل . وفي هذا الشهر: نقضت دار خواجا بزرك على شاطئ دجلة في مشرعة درب زاخل ، ونقلت آلتها إلى دار الخليفة . وفيها: تولى إمرة بني عقيل أولاد سليمان بن مهارش العقيلي ; إكراما لجدهم . وقع حريق في خان السلسلة الذي عند باب دار الخليفة ،