الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر قتل دبيس بن صدقة بالتاريخ

            في هذه السنة قتل السلطان مسعود دبيس بن صدقة على باب سرادقه بظاهر خونج ، أمر غلاما أرمينيا بقتله ، فوقف على رأسه وهو ينكت الأرض بإصبعه ، فضرب رقبته وهو لا يشعر ، وكان ابنه صدقة بالحلة ، فاجتمع إليه عسكر أبيه ومماليكه ، وكثر جمعه ، واستأمن إليه الأمير قتلغ تكين ، وأمر السلطان مسعود بك أبه أن يأخذ الحلة ، فسار بعض عسكره إلى المدائن ، وأقاموا مدة ينتظرون لحاق بك أبه بهم فلم يسر إليهم جبنا وعجزا عن قصد الحلة لكثرة العسكر بها مع صدقة .

            وبقي صدقة بالحلة إلى أن قدم السلطان مسعود إلى بغداد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة فقصده وأصلح حاله معه ، ولزم خدمته .

            ومثل هذه الحادثة تقع كثيرا ، وهي قرب موت المتعاديين ، فإن دبيسا كان يعادي المسترشد بالله ويكره خلافته ، ولم يكن يعلم أن السلاطين إنما كانوا يبقون عليه ليجعلوه عدة لمقاومة المسترشد ، فلما زال السبب زال المسبب ، والله أعلم بذلك .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية