في هذه السنة في شوال ، زلزلت الأرض بالعراق والموصل وبلاد الجبل وغيرها ، وكانت الزلزلة شديدة ، وهلك فيها كثير من الناس ، والله أعلم . وفي خامس عشر المحرم: لقي القاضي الهيتي في طريق مشهد أبي حنيفة ، فأخذت ثيابه ونعلاه وطيلسانه ، ووقع من البلغة فوهنت يده ، وقيل: إنه ضرب بالسيف مرات فلم يعمل فيه ، بل تقطع كتاب كان في كمه ، وقيل: إن الذي فعل ذلك جماعة من العسكر الخارجين ، وقيل: بل حكم على زنكي فحقد عليه ففعل به ذلك . وفي آخر المحرم: وصل ابن زنكي ، وخرج الموكب فاستقبله ومعهم قاضي القضاة والنقيبان ، ودخل من باب الحلبة في موكب عظيم ، ونزل فقبل العتبة ، وقال: أنا وأبي عبيد هذه الدولة ، وما زالت العبيد تجني والموالي تصفح ونحن بحكم الخدمة في أي شيء صرفنا تصرفنا ، وبذل أن يسلم مفاتيح الموصل وغيرها إلى الخليفة وأن يأتي أي وقت أمر ، وبذل الأموال ، وقيل: إنه قال: هذه والدتي وجماعة من النساء رهائن على ذلك ، فبعث إليه الإقامة ، وأنزل في الجانب الغربي في دار ابن الحاذوري الملاح . وفي غرة صفر: فمهما تقدم إلى امتثلته ، فمات رسوله فمضى إلى مسعود . وصل رسول دبيس يقول: أنا الخاطئ المقر بذنبه ،
ووصل سديد الدولة ابن الأنباري من عند سنجر ، وكان قد تلقى لما مضى من أربعة فراسخ ، فلما أراد ابن الأنباري أن يخلع على سنجر وعلى أولاد أخيه ، قال: ما أريد أن يكون الخلع إلا في يوم واحد وتبدأ بالأصحاب ، وأكون أنا في الأخير وضرب نوبتية عظيمة خارج البلد ، وضرب فيها تخت المملكة ، وجلس وخلع على الأمراء والملوك ، ثم صعد ابن الأنباري على التخت فأدى إليه رسالة الخليفة وسلم إليه المكتوب وهو في خريطة ، فقام قائما ونزل وقبل الأرض وأعاد فصعد وترك الخريطة على ركبته ، وألبس الخلع والتاج والطوق ، ثم نزل سديد الدولة فقدم الفرس بالمركب وهو منعل بالذهب ، وقدم مركب أمير المؤمنين بالسيور الفرس الذي يركبه ، فنزل سنجر وقبل حافر الفرس ، وعاد فصعد وجرى ذكر طغرل فقال: أنا أعلم أنه أعقل من مسعود وأصلح لأمير المؤمنين ، ولكني قد وليته ولا أرضى لنفسي أن أتغير ، ثم كتب جواب الكتاب ، وقال: أنا العبد المملوك . وفي ربيع الأول: وصلت هدايا من بكبه من البصرة فيها القنا ، وناب الفيل ، وآبنوس ، وميس وفي قفصين ، طاووسان ذكران وأنثيان . وفي يوم الاثنين حادي عشر ذي الحجة : وجعل ابنه أستاذ الدار . ووصل يوم الاثنين ابن أخت دبيس في جمع ، ودخل على الخليفة مبايعا ومعزيا ، وقعد ابن النرسي في المخزن يفرق على الناس الذهب عوضا عن مشاهراتهم من الطعام ، لأنه لم يكن في الخزائن طعام ، وفي هذه الأيام مضى إلى زيارة علي ومشهد الحسين عليهما السلام خلق لا يحصون وظهر التشيع . قلد ابن جهير الوكالة وصاحب المخزن ،