الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

            أبو الفضل الإسكاف المقرئ ويعرف بابن العالمة بنت الداري

            أحمد بن هبة الله بن الحسين ، أبو الفضل الإسكاف المقرئ ويعرف بابن العالمة بنت الداري:

            ولد سنة ثمان وخمسين ، وتلقن القرآن على الشيخ أبي منصور الخياط ، وقرأ بالقراءات على أبي الوفاء بن القواس ، وغيره . وسمع أبا الحسين ابن النقور ، والصريفيني وغيرهما ، وسمعت منه الحديث ، وكان ثقة أمينا .

            وتوفي في شوال هذه السنة . جوهرة بنت عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري

            [جوهرة بنت عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري:

            سمعت جدنا وحدثت ، وتوفيت في هذه السنة] . أبو الحسن الموحد المعروف بابن البقشلان

            علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي ، أبو الحسن الموحد المعروف بابن البقشلان:

            كذا رأيته بخط شيخنا ابن ناصر الحافظ ، وقال غيره: البقشلام بالميم ، قال أبو زكريا بن كامل: إنما قيل له ابن البقشلام لأن أباه وجده مضيا إلى قرية يقال لها شلام ، فبات بها وكانت كثيرة البق فكان طول الليل يقول: بق شلام ، ورجع إلى بغداد يحكي ذلك ويذكره فبقي عليه الاسم .

            ولد أبو الحسن في شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ، وسمع من القضاة أبي الحسين بن المهتدي ، وأبي يعلى بن الفراء ، وهناد النسقي ، ومن أبي جعفر ابن المسلمة ، وأبي الحسين ابن النقور ، وأبي بكر بن سياووس ، وغيرهم ، وحدثنا عنهم ، وكان سماعه صحيحا ، وظاهره الثقة .

            قال شيخنا أبو الفضل ابن ناصر ، : كان في خدمة السلطان ، وكان يظلم جماعة من أهل السواد وغيرهم ، وكان في أيام الفتن مع أهل البدع ، ولم يكن من أهل السنة ولا العارفين بالحديث ، فلا يحتج بروايته .

            وتوفي ليلة السبت خامس رمضان ، ودفن بباب أبرز عند الظفرية . أبو محمد الفرضي

            علي بن الخضر بن أسا أبو محمد الفرضي:

            سمع أبا القاسم ابن البسري ، وأبا الحسين ابن النقور ، وكان سماعه صحيحا ، وحدث ، وقرأ الفرائض على أبي حكيم الخبري ، وأبي الفضل الهمذاني . وكان قيما بعلم الفرائض والحساب .

            وتوفي يوم الأربعاء ثالث ربيع الأول ، ودفن بباب أبرز . أبو الحسن الأصفهاني

            محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدويه ، [أبو الحسن] الأصفهاني .

            ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة ، سمع الكثير وحدث وكان حسن السيرة ثقة ثبتا .

            ذكره شيخنا أبو الفضل ابن ناصر ، ، وأثنى عليه . أبو عبد الله الجويني

            محمد بن حمويه بن محمد بن حمويه ، أبو عبد الله الجويني:

            وجوين من نواحي نيسابور ، روى الحديث وكان صدوقا ، وكان من المشهورين بالعلم والزهد ، وله كرامات ، ودخل إلى بعض البلدان ، فلما أراد الخروج ودعهم ببيتين فقال:


            لئن كان لي من بعد عود إليكم قضيت لبانات الفؤاد لديكم     وإن تكن الأخرى وفي الغيب عبرة
            وحال قضاء فالسلام عليكم

            توفي في هذه السنة ، ودفن في بعض قرى جوين . أبو بكر الأفراني النسفي

            محمد بن أحمد بن أفريغون ، أبو بكر الأفراني النسفي :

            وأفران من قرى نخشب .

            ورد إلى بغداد حاجا ، ثم عاد إلى بلده ، سمع الحديث ببلده وحدث ، وكان فقيها صالحا ، فتوفي يوم الأربعاء سادس عشرين شوال . أبو نصر الفرضي الحاسب الضرير

            محمد بن موهوب ، أبو نصر الفرضي الحاسب الضرير:

            كان على غاية في علمه . أبو بكر العامري المعروف بابن الجنازة

            محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب ، أبو بكر العامري المعروف بابن الجنازة :

            سمع ببغداد أبا محمد التميمي ، وأبا الفوارس طرادا ، وأبا الخطاب بن النظر ، وأبا عبد الله بن طلحة ، وسمع بنيسابور من جماعة وببلخ وهراة ، ودخل مرو ، وجال في خرسان ، وشرح كتاب "الشهاب" وكانت له معرفة بالحديث والفقه ، وكان يتدين ويعظ ويتكلم على طريقة التصوف والمعرفة من غير تكلف الوعاظ ، فكم من يوم صعد المنبر وفي يده مروحة يتروح بها وليس عنده أحد يقرأ كما تفعل القصاص ، وقرأت عليه كثيرا من الحديث والتفسير ، وكان نعم المؤدب ، يأمر بالإخلاص وحسن القصد ، وكان ينشد:


            كيف احتيالي وهذا في الهوى حالي     والشوق أملك بي من عذل عذالي
            وكيف أسلو وفي حبي له شغل     يحول بين مهماتي وأشغالي

            وبنى رباطا بقراح ظفر ، فاجتمع جماعة من المتزهدين فلما احتضر قال له أصحابه: أوصنا ، فقال: أوصيكم بثلاث: بتقوى الله ، ومراقبته في الخلوة ، واحذروا مصرعي هذا عشت إحدى وستين سنة ، وما كأني رأيت الدنيا . ثم قال لبعض أصحابه:

            انظر هل ترى جبيني يعرق؟ قال: نعم فقال: الحمد لله هذه علامة المؤمن . يريد بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يموت بعرق الجبين" ثم بسط يده عند الموت ، وقال:


            ها قد مددت يدي إليك فردها     بالفضل لا بشماتة الأعداء

            وهذا البيت لأبي نصر القشيري تمثل به شيخنا هذا ، وقال: أرى المشايخ بين أيديهم أطباق وهم ينتظرونني ، ثم مات ليلة الأربعاء منتصف رمضان هذه السنة ، ودفن في رباطه وجاء الغرق في سنة أربع وخمسين فهدم تلك المحلة والرباط وعفي أثر القبر . أبو عبد الله الصاعدي الفراوي

            محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس ، أبو عبد الله الصاعدي الفراوي :

            من أهل نيسابور ، وأبوه من أهل ثغر فراوة ، سكن نيسابور فولد محمد بها على سبيل التقدير في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، سمع صحيح البخاري من أبي عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار ، وسمع صحيح مسلم من أبي الحسين عبد الغافر الفارسي ، وسمع بنيسابور من أبي عثمان الصابوني ، وأبي بكر البيهقي ، وأبي القاسم القشيري ، وأبي المعالي الجويني وغيرهم ، وورد بغداد حاجا فسمع بها من أبي نصر الزينبي وعاصم ، وسمع بالمدينة وغيرها من البلدان ، وكان فقيها مفتيا مناظرا محدثا واعظا ظريفا حسن المعاشرة طلق الوجه كثير التبسم [جوادا] يخدم الغرباء بنفسه مع كبر السن وأملى أكثر من ألف مجلس وما ترك الإملاء إلى حين وفاته .

            وقال عبد الرشيد بن علي الطبري: "الفراوي ألف راوي" .

            وحدثني أبو محمد ابن الشاطر التاجر: أن ذلك كان مكتوبا على خاتمه "الفراوي ألف راوي" وحمل في رمضان هذه السنة إلى قبر مسلم بن الحجاج بنصراباذ فتمم عليه قراءة الصحيح عند قبر المصنف ، فلما فرغ من القراءة بكى وأبكى الحاضرين ، وقال:

            لعل هذا الكتاب لا يقرأ علي بعد هذا .

            فتوفي في شوال هذه السنة ، وما قرئ عليه الكتاب بعد ذلك ، وكان قد قرأ عليه الكتاب صاحبه عبد الرزاق بن أبي نصر الطبسي سبع عشرة مرة [ودفن عند قبر محمد بن إسحاق ابن خزيمة] . أبو الفتح بن أبي عبد الله

            المظفر بن الحسين بن علي بن أبي نزار المردوسي ، أبو الفتح بن أبي عبد الله:

            ولد سنة ست وخمسين وأربعمائة ، وكان أحد الحجاب ثم ترك ما كان فيه وغير لباسه ولبس الفوط وتزهد ، وقد سمع أبا القاسم بن البسري ، وأبا منصور بن عبد العزيز وغيرهما .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية