الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر حصر سنجر خوارزم وصلحه مع خوارزم شاه  

            قد ذكرنا سنة اثنتين وثلاثين [ وخمسمائة ] مسير سنجر إلى خوارزم وملكه لها ، وعود أتسز خوارزم شاه إليها وأخذها ، وما كان منه بخراسان بعد ذلك ، فلما كان في هذه السنة سار السلطان سنجر إلى خوارزم ، فجمع خوارزم شاه عساكره ، وتحصن بالمدينة ، ولم يخرج منها لقتال ، لعلمه أنه لا يقوى لسنجر .

            وكان القتال يجري بين الفريقين من وراء السور ، فاتفق [ في ] يوم من بعض الأيام أن هجم أمير من أمراء سنجر اسمه سنقر على البلد من الجانب الشرقي ودخله ، ودخل أمير آخر اسمه مثقال التاجي من الجانب الغربي ، فلم يبق غير ملكه قهرا وعنوة ، وانصرف مثقال عن البلد حسدا لسنقر ، فقوي عليه خوارزم شاه أتسز ، فأخرجه من البلد ، وبقي سنقر وحده ، واشتد في حفظه ، فلما رأى السلطان قوة البلد ، وامتناعه عزم على العود إلى مرو ، ولم يمكنه من غير قاعدة تستقر بينهما ، فاتفق أن خوارزم شاه أرسل رسلا يبذل المال والطاعة والخدمة ، ويعود إلى ما كان عليه من الانقياد ، فأجابه إلى ذلك واصطلحا ، وعاد سنجر إلى مرو ، وأقام خوارزم شاه بخوارزم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية