الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            في هذه السنة زلزلت الأرض زلزلة عظيمة ، فقيل إن جبلا مقابل حلوان ساخ في الأرض   . وفيها ولي أبو المظفر يحيى بن هبيرة وزارة الخليفة المقتفي لأمر الله ، وكان قبل ذلك صاحب ديوان الزمام ، وظهر له كفاية عظيمة عند نزول العساكر بظاهر بغداد ، وحسن قيام في ردهم ، فرغب الخليفة فيه ، فاستوزره يوم الأربعاء رابع ربيع الآخر سنة أربع وأربعين [ وخمسمائة ] ، وكان القمر على تربيع زحل ، فقيل له : لو أخرت لبس الخلعة لهذه التربيعات ؟ فقال : وأي سعادة أكبر من وزارة الخليفة ؟ ولبسها ذلك اليوم . وفيها في المحرم رخصت الأسعار بالعراق ، وكثرت الخيرات ، وخرج أهل السواد إلى قراهم . وخرج في هذه السنة نظر الخادم بالحاج ، فلما بلغ الكوفة مرض فعاد ورتب قيماز الأرجواني مكانه ، فلما وصل إلى بغداد توفي بعد أيام . وفي هذه السنة : اشتدت بالناس علة برسامية وسرسامية عمت الخلق فكانوا إذا مرضوا لا يتكلمون ولا يطول بهم الأمر .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية