وفاة إيلدكز
في سنة ثمان وستين وخمسمائة توفي أتابك إيلدكز بهمذان ، وملك بعده ابنه محمد البهلوان ، ولم يختلف عليه أحد ، وكان إيلدكز هذا مملوكا للكمال السميرمي ، وزير السلطان محمود ، فلما قتل الكمال ، كما ذكرناه ، صار إيلدكز إلى السلطان محمود ، فلما ولي السلطان مسعود السلطنة ولاه أرانية ، فمضى إليها ، ولم يعد يحضر عند السلطان مسعود ولا غيره ، ثم ملك أكثر أذربيجان وبلاد الجبل وهمذان وغيرها ، وأصفهان والري وما والاهما من البلاد ، وخطب بالسلطنة لابن امرأته أرسلان شاه بن طغرل ، وكان عسكره خمسين ألف فارس سوى الأتباع ، واتسع ملكه من باب تفليس إلى كرمان ، ولم يكن للسلطان أرسلان شاه معه حكم إنما كان له جراية تصل إليه .
وبلغ من تحكمه عليه أنه شرب ليلة ، فوهب ما في خزانته ، وكان كثيرا ، فلما سمع إيلدكز بذلك استعاده جميعيه ، وقال له : متى أخرجت المال في غير وجهه ، أخذته أيضا من غير وجهه ، وظلمت الرعية .
وكان إيلدكز عاقلا ، حسن السيرة ، يجلس بنفسه للرعية ، ويسمع شكاويهم ، وينصف بعضهم من بعض .