الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            فتح عدة حصون  

            في مدة مقام صلاح الدين بعكا تفرق عسكره إلى الناصرة ، وقيسارية ، وحيفا ، وصفورية ، ومعليا ، والشقيف ، والفولة ، وغيرها من البلاد المجاورة لعكا ، فملكوها ونهبوها وأسروا رجالها ، وسبوا نساءها وأطفالها ، وقدموا من ذلك بما سد الفضاء .

            وسير تقي الدين فنزل على تبنين ليقطع الميرة عنها وعن صور ، وسير حسام الدين عمر بن لاجين في عسكر إلى نابلس فأتى سبسطية وبها قبر زكرياء ، فأخذه من أيدي النصارى وسلمه إلى المسلمين ، ووصل إلى نابلس فدخلها وحصر قلعتها واستنزل من فيها بالأمان ، وتسلم القلعة ، وأقام أهل البلد به ، وأقرهم على أملاكهم وأموالهم . واستناب السلطان على نابلس ابن أخيه حسام الدين عمر بن محمد بن لاجين ، وكان جملة ما افتتحه في هذه المدة القريبة قريبا من خمسين بلدا كل بلدة لها مقاتلة وقلعة ومنعة ، فلله الحمد .

            وغنم الجيش والمسلمون من هذه الأماكن شيئا كثيرا ، وسبوا شيئا كثيرا لا يحد ولا يوصف ، واستبشر الإسلام وأهله شرقا وغربا بهذا النصر العظيم والفتوحات الهائلة . وترك السلطان جيوشه ترتع في هذه الفتوحات والغنائم الكثيرة مدة شهور ليستريحوا ويجمعوا أنفسهم وخيولهم ليتأهبوا لفتح بيت المقدس الشريف.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية