الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث

            في سنة تسع وتسعين وخمسمائة أحضر الملك العادل محمدا ولد العزيز صاحب مصر إلى الرها ، وسبب ذلك أنه لما قطع خطبته من مصر سنة ست وتسعين [ وخمسمائة ] - كما ذكرناه - خاف شيعة أبيه أن يجتمعوا عليه ، ويصير له معهم فتنة ، فأخرجه سنة ثمان وتسعين إلى دمشق ، ثم نقله هذه السنة إلى الرها ، فأقام بها ومعه جميع إخوته وأخواته ووالدته ومن يخصه . قال سبط بن الجوزي في " المرآة " : في ليلة السبت سلخ المحرم هاجت النجوم في السماء وماجت شرقا وغربا ، وتطايرت كالجراد المنتشر يمينا وشمالا ، قال : ولم ير مثل هذا إلا في عام المبعث وفي سنة إحدى وأربعين ومائتين .

            وفي هذه السنة شرع في عمارة سور قلعة دمشق وابتدئ ببرج الزاوية الغربية القبلية المجاور لباب النصر .

            وفيها أرسل الخليفة الناصر الخلع وسراويلات الفتوة للملك العادل وبنيه . وفيها كمل بناء رباط المرزبانية ، ووليه الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي ، ومعه جماعة من الصوفية ، ورتب لهم من المعلوم والجراية ما ينبغي لمثلهم من إقامتهم بالديار المصرية . وفي هذه السنة كان مولد الشيخ شهاب - الدين أبي شامة ، وقد ترجم نفسه عند ذكر مولده في هذه السنة في " الذيل " ترجمة مطولة ، فينقل إلى سنة وفاته ؛ رحمه الله ، وذكر بدء أمره واشتغاله ، ومصنفاته وشيئا كثيرا من أشعاره ، وما رئي له من المنامات المبشرة . وفي هذه السنة كان ابتداء ملك جنكزخان ملك التتار - لعنه الله - وجنكزخان هو صاحب الياسق ، وضعها ليتحاكم إليها التتار ومن اتبعهم من أمراء الترك - ممن يبتغي حكم الجاهلية - وهو والد تولي ، وجد هولاكو بن تولي - الذي قتل الخليفة المستعصم وأهل بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية