الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفيها قدم السلطان الملك الظاهر بعساكره ونازل مدينة صفد ،  واستدعى بالمجانيق من دمشق وأحاط بها ولم يزل حتى افتتحها ، ونزل أهلها على حكمه ، فتسلم البلد في يوم الجمعة ثامن عشر شوال من هذه السنة ، وقتل المقاتلة وسبى الذرية ، وقد كان الملك صلاح الدين افتتحها في شوال أيضا في سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، ثم استعادوها أيضا فانتزعها منهم قسرا وقهرا الملك الظاهر رحمه الله في هذه السنة ، ولله الحمد ، وكان السلطان في نفسه منهم شيء كثير ، فلما توجه إلى فتحها طلبوا الأمان ، فأجلس على سرير مملكته الأمير سيف الدين كرمون التتري ، وجاءت رسلهم ، فحلفوه وانصرفوا ، ولا يشعرون أن الذي أعطاهم العهود بالأمان إنما هو الأمير الذي أجلسه على السرير ، والحرب خدعة ،  فلما خرجت الإسبتارية والداوية من القلعة وقد فعلوا بالمسلمين الأفاعيل ، فأمكن الله منهم ، فأمر السلطان بضرب أعناقهم عن آخرهم ، وجاءت البشائر إلى القلاع بذلك ، فدقت البشائر وزينت البلاد وفرح العباد ولله الحمد ، ثم بثت السرايا يمينا وشمالا في بلاد الفرنج ، فاستولى المسلمون على حصون كثيرة تقارب عشرين حصنا ، وأسروا قريبا من ألف أسير ما بين امرأة وصبي ، وغنموا شيئا كثيرا ، ودقت البشائر في البلدان ، وفرح المسلمون بنصر الله وتأييده .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية