الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفيها قتل الصاحب علاء الدين صاحب الديوان ببغداد ابن الخشكري النعماني الشاعر; وذلك أنه اشتهر عنه أشياء عظيمة ، منها أنه يعتقد فضل شعره على القرآن المجيد ، واتفق أن الصاحب انحدر إلى واسط فلما كان بالنعمانية حضر ابن الخشكري عنده ، وأنشده قصيدة قد قالها فيه ، فبينما هو ينشدها بين يديه إذ أذن المؤذن ، فاستنصته الصاحب ، فقال ابن الخشكري : يا مولانا ، اسمع شيئا جديدا ، وأعرض عن شيء له سنون . فثبت عند الصاحب ما كان يقال عنده عنه ، ثم باسطه وأظهر أنه لا ينكر عليه شيئا مما قال حتى استعلم ما عنده ، فإذا هو زنديق ، فلما ركب قال لإنسان معه : استفرده في أثناء الطريق واقتله . فسايره ذلك الرجل حتى إذا انقطع عن الناس قال لجماعة معه : أنزلوه عن فرسه . كالمداعب له ، فأنزلوه وهو يشتمهم ويلعنهم ، ثم قال : انزعوا عنه ثيابه . فسلبوها وهو يخاصمهم ويقول : إنكم أجلاف ، وإن هذا لعب بارد . ثم قال : اضربوا عنقه . فتقدم إليه أحدهم ، فضربه بسيفه ، فأبان رأسه .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية