وهذا الذي تليت عليكم أوامره ونواهيه أي القرآن كتاب عظيم الشأن لا يقادر قدره أنزلناه بواسطة الروح الأمين مشتملا على فوائد الفنون الدينية والدنيوية التي فصلت عليكم طائفة منها والجملة صفة كتاب وقوله سبحانه : مبارك أي كثير الخير دينا ودنيا صفة أخرى وإنما قدمت الأولى عليها مع أنها غير صحيحة لأن الكلام مع منكري الإنزال وجوز أن يكون هذا وما قبله خبرين عن اسم الإشارة أيضا والفاء في قوله تعالى : فاتبعوه لترتيب ما بعدها على ما قبلها فإن عظم شأن الكتاب في نفسه وصفته موجب لاتباعه أي فاعملوا بما فيه أو امتثلوا أوامره واتقوا مخالفته أو نواهيه لعلكم ترحمون (155) أي لترحموا جزاء ذلك وقيل : المراد اتقوا على رجاء الرحمة أو اتقوا ليكون الغرض بالتقوى رحمة الله تعالى .