ومنع أبو بكر بن طلحة جعله حالا من الفاعل وأوجب كونه حالا من المفعول لا غير لأنهم إذا أرادوا الحال من الفاعل قالوا رأيته وحدي ومررت به وحدي كما قال الشاعر .
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا
وهذا الذي قاله في البيت صحيح ولا يمتنع من أجله أن يأتي الوجهان المتقدمان في رأيت زيدا وحده [ ص: 158 ] فإن المعنى يصح معهما ومنهم من يقول : إنه مصدر موضوع موضع الحال ولم يوضع له فعل عند بعضهم .
وحكى وحديحد وذهب الأصمعي يونس وهشام في أحد قوليه إلى أنه منتصب انتصاب الظروف فجاء زيد وحده في تقدير جاء على وحده ثم حذف الجار وانتصب على الظرف وقد صرح بعلى في كلام بعض العرب وإذا قيل زيد وحده فالتقدير زيد موضع التفرد ولعل القائل بما ذكر يقول : إنه مصدر وضع موضع الظرف وعن البعض أنه في هذا منصوب بفعل مضمر كما يقال زيد إقبالا وإدبارا هذا خلاصة كلامهم في هذا المقام وإذا أحطت به خبرا فاعلم أن نعبد الله وحده في تقدير موحدين إياه بالعبادة عند على أنه حال من الفاعل والحاء في موحدين مكسورة وعلى رأي ابن طلحة موحدا هو والحاء مفتوحة وهو من أوحد الرباعي والتقدير على رأي سيبويه هشام نعبد الله تعالى على انفراد وهو من وحد الثلاثي والمعنى في التقادير الثلاثة لا يختلف إلا يسيرا والكلام الذي هو فيه متضمن للإيجاب والسلب وله احتمالات نفيا وإثباتا وتفصيل ذلك في رسالة مولانا تقي الدين السبكي المسماة بالرفدة في معنى وحده وفيها يقول الصفدي .
خل عنك الرقدة وانتبه للرفدة تجن منها علما فاق طعم الشهدة
وأراد بما في قوله تعالى : فأتنا بما تعدنا العذاب المدلول عليه بقوله تعالى : أفلا تتقون إن كنت من الصادقين (70) بالإخبار بنزوله وقيل بالإخبار بأنك رسول الله تعالى إلينا وجواب إن محذوف لدلالة المذكور عليه أي فأت