فأخذتهم الرجفة قال الفراء : أي الزلزلة الشديدة . والزجاج
وقال مجاهد : هي الصيحة وجمع بين القولين بأنه يحتمل أنه أخذتهم الزلزلة من تحتهم والصيحة من فوقهم وقال بعضهم : الرجفة خفقان القلب واضطرابه حتى ينقطع وجاء في موضع آخر الصيحة وفي آخر بالطاغية ولا منافاة بين ذلك كما زعم بعض الملاحدة فإن الصيحة العظيمة الخارقة للعادة حصل منها الرجفة لقلوبهم ولعظمها وخروجها عن الحد المعتاد تسمى الطاغية لأن الطغيان مجاوزة الحد ومنه قوله تعالى : والسدي إنا لما طغى الماء حملناكم أو يقال إن الإهلاك بذلك بسبب طغيانهم وهو معنى الطاغية وهذا الأخذ ليس أثر ما قالوا بل بعد ما جرى عليهم ما جرى من مبادي العذاب في الأيام الثلاثة كما ستعلمه إن شاء الله تعالى والفاء لا تأبى ذلك .
فأصبحوا في دارهم جاثمين (78) هامدين موتى لا حراك بهم وأصل الجثوم البروك على الركب .
وقال : الجثوم للناس والطير بمنزلة البروك للإبل فجثوم الطير هو وقوعه لاطئا بالأرض في حال سكونه بالليل وأصبح يحتمل أن تكون تامة فجاثمين حال وأن تكون ناقصة فجاثمين خبر والظرف على التقديرين متعلق به وقيل : هو خبر و أبو عبيدة جاثمين حال وليس بشيء لإفضائه إلى كون الإخبار بكونهم في دارهم مقصودا بالذات والمراد من الدار البلد كما في قولك دار الحرب ودار الإسلام وقد جمع في آية أخرى بإرادة منزل كل واحد الخاص به وذكر أنه حيث ذكرت الرجفة وحدت الدار وحيث ذكرت الصيحة جمعت لأن الصيحة كانت من السماء كما في غالب الروايات لا من الأرض كما قيل فبلوغها أكثر وأبلغ من الزلزلة فقرن كل منهما بما هو أليق به فتدبر . النيسابوري