متى يأت هذا الموت لم تلف حاجة لنفسي إلا قد قضيت قضاءها
نادر، وقد نص على ذلك الأشموني وغيره أيضا، والظاهر أن امتناع قد بعد إلا فيما ذكر إذا كان الماضي حالا لا مطلقا، وإلا فقد ذكر أن الفعل الماضي لا يقع بعد إلا، إلا بأحد شرطين؛ إما تقدم فعل كما هنا. وإما مع قد نحو: ما زيد إلا قد قام، ولا يجوز: ما زيد إلا ضرب، ويعلم مما ذكرنا أن ما وقع في غالب نسخ تفسير مولانا الشهاب شيخ الإسلام من أن الفعل الماضي لا يقع بعد إلا، إلا بأحد شرطين إما تقدير قد كما في هذه الآية أو مقارنة قد كما في قولك: ما زيد إلا قد قام. ليس على ما ينبغي بل هو غلط ظاهر كما لا يخفى، والمعنى فيما نحن فيه: وما أرسلنا في قرية من القرى المهلكة نبيا من الأنبياء عليهم السلام في حال من الأحوال إلا حال كوننا آخذين أهلها بالبأساء أي: بالبؤس والفقر، والضراء بالضر والمرض، وبذلك فسرهما وهو معنى قول من قال: البأساء في المال، والضراء في النفس، وليس المراد أن ابتداء الإرسال مقارن للأخذ المذكور، بل إنه مستتبع له غير منفك عنه، ابن مسعود لعلهم يضرعون أي: كي يتضرعوا ويخضعوا ويتوبوا من ذنوبهم وينقادوا لأمر الله تعالى.