وجانب جناب الوصل هيهات لم يكن وها أنت حي إن تكن صادقا مت هو الحب إن لم تقض لم تقض مأربا
من الحب فاختر ذاك أو خل خلتي
فهان عليه الفناء في جانب رؤية المحبوب ولم يعز لديه كل شيء إذ رأى عزة المطلوب.
ونادى:
فقلت لها: روحي لديك وقبضها إليك ومن لي أن تكون بقبضتي
وما أنا بالشاني الوفاء على الهوى وشأني الوفا تأبى سواه سجيتي
فبذل وجوده وأعطى موجوده فتجلى ربه لجبل أنانيته، ثم من عليه برؤيته، وكان ما كان وأشرقت الأرض [ ص: 55 ] بنور ربها، وطفئ المصباح إذ طلع الصباح، وصدح هزار الأنس في رياض القدس بنغم.
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا سر أرق من النسيم إذا سرى
وأباح طرفي نظرة أملتها فغدوت معروفا وكنت منكرا
فدهشت بين جماله وجلاله وغدا لسان الحال عني مخبرا
هذا والكلام في الرؤية طويل، وقد تكفل علم الكلام بتحقيق ذلك على الوجه الأكمل، والذي علينا إنما هو: كشف القناع عما يتعلق بالآية، والذي نظنه أنا قد أدينا الواجب، ويكفي من القلادة ما أحاط بالجيد، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.