أطوف بالأباطح كل يوم مخافة أن يشرد بي حكيم
وقرأ ، ابن مسعود ( فشرذ ) بالذال المعجمة وهو بمعنى شرد بالمهملة ، وعن والأعمش أنه لم يمر بنا في اللغة تركيب شرذ والأوجه أن تكون الذال بدلا من الدال ، والجامع بينهما أنهما مجهوران ومتقاربان ، وقيل : إنه قلب من شذر ، ومنه شذر مذر للمتفرق ، وذهب بعض أهل اللغة إلى أنها موجودة ومعناها التنكيل [ ص: 23 ] ومعنى المهمل التفريق كما قاله قطرب لكنها نادرة ، وقرأ ابن جني أبو حيوة ( من خلفهم ) بمن الجارة ، والفعل عليها منزل منزلة اللازم كما في قوله :يجرح في عراقيبها نصلي
فالمعنى افعل التشريد من ورائهم ، وهو في معنى جعل الوراء ظرفا للتشريد لتقارب معنى ( من ) و ( في ) تقول : اضرب زيدا من وراء عمرو ووراءه أي في ورائه ، وذلك يدل على تشريد من في تلك الجهة على سبيل الكناية فإن إيقاع التشريد في الوراء لا يتحقق إلا بتشريد من وراءهم فلا فرق بين القراءتين الفتح والكسر إلا في المبالغة لعلهم يذكرون أي : لعل المشردين يتعظون بما يعلمونه مما نزل بالناقضين فيرتدعون عن النقض قيل : أو عن الكفر .