والذين كفروا بعضهم أولياء بعض آخر منهم أي في الميراث كما روي عن رضي الله تعالى عنهما ، وقال ابن عباس ، قتادة وابن إسحاق : في المؤازرة ، وهذا بمفهومه مفيد لنفي الموارثة والمؤازرة بينهم وبين المسلمين وإيجاب ضد ذلك وإن كانوا أقارب ، ومن هنا ذهب الجمهور إلى أنه لا يرث مسلم كافرا ولا كافر مسلما ، وأخرج ذلك ، والحاكم وصححه عن ابن مردويه أسامة رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال ذلك وقرأ الآية ، ومن الناس من قال : إن المسلم يرث الكافر دون العكس وليس مما يعول عليه والفتوى على الأول كما تحقق في محله ( إلا تفعلوه ) أي : إلا تفعلوا ما أمرتم به في الآيتين ، وقيل : الضمير المنصوب للميثاق أو حفظه أو الإرث أو النصر أو الاستنصار المفهوم من الفعل، والأولى ما ذكرنا ، وفي الأخير ما لا يخفى من التكلف .
( تكن فتنة في الأرض ) أي تحصل فتنة عظيمة فيها ، وهي اختلاف الكلمة وضعف الإيمان وظهور [ ص: 39 ] الكفر ( وفساد كبير ) وهو سفك الدماء على ما روي عن فالمراد فساد كبير فيها ، وقيل : المراد في الدارين وهو خلاف الظاهر ، وعن الحسن أنه قرأ ( كثير ) بالمثلثة . الكسائي