وقوله سبحانه : لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة نعى عليهم عدم مراعاة حقوق عهد المؤمنين على الإطلاق بخلاف الأول لمكان ( فيكم ) فيه ، و ( في مؤمن ) في هذا فلا تكرار كما في المدارك ، وقيل : إنه تفسير لما يعملون ، وهو مشعر باختصاص الذم والسوء لعملهم هذا دون غيره ، وقيل : إن الأول عام في الناقضين وهذا خاص بالذين اشتروا وهم اليهود والأعراب الذين جمعهم وأطعمهم للاستعانة بهم على حرب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وعليه فالمراد بالآيات ما يشمل القرآن والتوراة ، وفي هذا القول تفكيك للضمائر وارتكاب خلاف الظاهر . أبو سفيان
والجبائي يخص هذا باليهود وفيه ما فيه ( وأولئك ) أي الموصوفون بما عدد من الصفات السيئة ( هم المعتدون ) المجاوزون الغاية القصوى من الظلم والشرارة .